للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فأما غايات الدين: فطلب رضوان الله، والنجاة من عقابه، والفوز بجائزته.

وهذا أمر توقيفي، منصوص عليه، لا مجال فيه لعقل أو اجتهاد، قد بينه الله في كتابه، ورسوله - صلى الله عليه وسلم - في سنته.

قال تعالى: {وَابْتَغُوَا إِلَيهِ الْوَسِيلَةَ .. } الآية [المائدة: ٣٥]، فهذا صريح في أن الغاية اتقاء الله، وابتغاء رضوانه.

وقال تعالى: {وَاللهُ يَدْعُوَ إِلَىَ دَارِ السّلامِ .. } الآية [يونس: ٢٥]. فهي الغاية.

وقال تعالى: {يَقَوْمِ إِنّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنّ الاخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ} [غافر: ٣٩].

وقال تعالى عن الصحابة: {يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا .. } الآية [الفتح: ٢٩]

فالقرار، والمستقر، والمقام، هو: الغاية.

وقال - صلى الله عليه وسلم -: ((ألا إن سلعة الله غالية .. ألا إن سلعة الله الجنة .. )) (١)، وغاية المشتري هي: السلعة، وهي هاهنا الجنة.

وأما طرق ذلك فهي: توحيده، وعبادته كما شرع، وطاعته في ما أمر ونهى، من الإيمان برسله واتباعهم، وإقامة الصلاة، وصيام رمضان، وحج بيت الله الحرام .. فهذه كلها طرق موصلة إلى الغاية.

والطرق إلى الله بهذا المعنى: فهي توقيفية، لا مجال فيها للاجتهاد، ويحرم فيها الابتداع.


(١) أخرجه الترمذي (٢٤٥٠)، وصححه الحاكم (٤/ ٣٠٨)، ووافقه الذهبي.

<<  <   >  >>