للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وبناءً على هذه النصوص وغيرها:

فإن كل طريقة - يُبتغى بها وجه الله وعبادته - من غير ما شرع الله، أو رسوله - صلى الله عليه وسلم -، فهي مبتدعة، وهي محرمة (١).

ولذلك جاء تفسير (السُّبل)، في قوله تعالى: {ولا تتبعوا السُّبل}

(بالضلالات) (٢).

ووضح هذا مجاهد أوضح بيان، فقال: ((السُّبل، البدع والشبهات)) (٣).

والصواب: أن لفظة (السُّبل) أعم من حصرها في بدعة أو طريق، بل هي عامة في كل سبيل غير سبيل الإسلام والسنة، كالمظاهرات الهمجية، والانقلابات العسكرية، والتفجيرات الجماعية، وما شابه ذلك، مما سيبين في بابه إن شاء الله.

وفي هذا المقام؛ يرد حديث النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((ليس منا من عمل بسنة غيرنا)) (٤).


(١) انظر تعريف (البدعة) في اللسان، والنهاية في غريب الحديث، مادة (بدع)، والتعريفات للجرجاني
(ص ٤٣)
(٢) ورد ذلك عن ابن عباس، أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره (٥/ ١٤٢٢)، وذكره السيوطي في الدر المنثور (٣/ ٣٨٦).
(٣) أخرجه الدارمي في سننه (٢٠٣)، والمروزي في السنة (٢٠)، وأبو نعيم في الحلية (٣/ ٢٩٣)، وابن أبي حاتم في تفسيره (٥/ ١٤٢٢)، وذكره السيوطي في الدر المنثور (٣٧٦٣)، وعزاه إلى ابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وأبو الشيخ.
(٤) أخرجه الطبراني (ج ١١ رقم ١١٣٣٥)، والديلمي في مسنده رقم (٥٣٠٩)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع.

<<  <   >  >>