لذلك لا ينبغي التكلف بها، حتى لا تشغل عن المقصود، وأن تكون بسيطة التركيب، ومن واقع البيئة، فقد استعمل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - - كما مر سابقاً - الرمل والحصى، والجدي، والخشب، كل هذه وسائل من بيئته لم يتكلف في صنعها .. ولم يقصر في استخدامها.
فمثلاً لا تزخرف اللوحات الدعوية، ويتفنن في خطها إلى درجة لا تكاد تقرأ (١).
وكذلك؛ التمثيليات المشروعة، فإن المقصود منها توضيح المقصود الديني، وزيادة ترسيخه في الأذهان، فلا ينبغي أن تصرف عليها الأموال، وأن تكرر الأدوار، وتركز الأنوار، وتضيع الأوقات، ويسرف في الألبسة والتزيين، فتكون مفاسدها والحال هذه أكثر من المصلحة المتوخاة منها، وكذلك ما يفعله بعض المسلمين، في المنابر، والقبب، والمآذن .. من التكلف بها حتى يخرجها عن المقصود.
رابعاً: مواكبة تطور الوسائل.
إن من حكمة الداعية وفطنته، أن يواكب تطور الوسائل، وبخاصة في هذا العصر، وأن لا يتخلف عن ركبها واستعمالها، لما لها من أثر كبير في توسيع إطار الدعوة وتوضيحها، بل عليه أن يبتدع فيها، وأن
(١) قد رأيت - مرة - لوحة قد كُتبت باللغتين العربية والإنجليزية، فلم أستطع أن أميز بعض الحروف العربية، فلجأت إلى الحروف الإنجليزية فتبين لي المقصود من الحروف العربية! ! ؟ ! !