يُبدع في استخدامها ما استطاع، فإن عجلة القطار إذا سارت لا ترحم من صادمها، ولا تنتظر من تأخر عنها.
ولقد تراجع كثير من الذين كانوا يستنكفون عن استخدام بعض الوسائل؛ كالإذاعة، والرائي، والفضائيات، لما أحسوا بخطورة هذا التخلف عن هذه الوسائل، وسارع كثير منهم إلى استعمالها، بعد ما كانوا ينتقدون من استعملها.
وليس من المبالغة في شيء أن يقال: إن للمسلمين القِدْح المُعَلّى، وقصب السبق في استخدام الوسائل عبر تاريخهم الطويل، لخدمة دينهم، ونشر دعوتهم.
فلا أدل على ذلك من استخدام المسلمين لكل آلة حدثت، مما يمكن استخدامها لخدمة الدين، ونشر الدعوة، وبخاصة في هذا العصر، كالفضائيات، والشبكة العالمية (الإنترنت)، والبرامج الحاسبية، ولا يوجد برامج دينية على وجه الأرض خدمت الدين، كما هو الحال في البرامج العلمية الإسلامية، كموسوعة التفسير، وموسوعة الحديث، وموسوعة الفقه، وبقية الموسوعات.
خامساً: الموازنة بين الأثر والبذل.
من بصيرة الداعية - قبل أن يُقبل على استخدام وسيلة ما -؛ أن يتفطن لأثرها، وكلفتها المادية، والوقتية، وأن يوازن بين الأمرين، بين بذل الوقت والمال والجهد، وبين أثرها.