ولذلك لا يحسنها إلا من وهبه الله هذا الفن، وسهله له، فمن تعرض لها وهو غير مؤهل لها فلا يدخلها، وعلى المناظر أن يستنصح إخوانه .. وعليهم أن يصدقوه .. فإذا نصحوه بعدم دخولها فليقبل نصيحتهم، ولا يركب رأسه، فإن الانسحاب خير من الفشل، لما له من تأثير كبير على الدعوة.
الثامنة: أن لا يخرج عن نقطة البحث، ولا عن المرجعية، مهما حاول الخصم إخراجه أو استدراجه.
التاسعة: كسب القلوب، مقدم على كسب المواقف، إلا أن يكون موقف حق، ودونه الباطل.
العاشرة: إذا عجز عن إقناعه بدليل، أو راوغ فيه المخالف، فلينتقل إلى دليل آخر، كما فعل إبراهيم عليه الصلاة والسلام لما قال للذي حاجه: إن الله يحي ويميت، قال الخصم: أنا أحي وأميت .. فلم يناقشه إبراهيم عليه الصلاة والسلام في هذه .. لأن الوقت أثمن .. فأتاه بقارعة أسقطته وأسقطت ادعاءه بالإحياء والإماتة.
الحادية عشر: أن لا يغضب، وأن لا ينتقم لنفسه، فمن يعلم أن من طبعه الغضب، فلا يدخل المناظرة، فإن الغضب في المناظرة له آثار سيئة ولو كان لله.
الثانية عشر: الانسحاب عند تبين مراء الخصم، لقوله تعالى:{فَلا تُمَارِ فِيهِمْ إِلاّ مِرَآءً ظَاهِراً .. } الآية [الكهف: ٢٢]