للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قصور، ويرتع في جنان .. فهذه سعادة القلب والنفس {الّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللهِ أَلا بِذِكْرِ اللهِ تَطْمَئِنّ الْقُلُوبُ}. [الرعد: ٢٨]

وذِكْرُ الله هاهنا أعَمُّ من كونه باللسان، لأن المقصود خشيتهُ وطاعتهُ، واتباعُ شرعه، والعملُ بقرآنه.

قال تعالى: {وَهَذَا ذِكْرٌ مّبَارَكٌ أَنزَلْنَاهُ أَفَأَنْتُمْ لَهُ مُنكِرُونَ} [الأنبياء: ٥٠]

وقال تعالى: {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذّكْرَ لِتُبَيّنَ لِلنّاسِ مَا نُزّلَ إِلَيْهِمْ}. [النحل: ٤٤]

وقال تعالى: {اللهُ نَزّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَاباً مّتَشَابِهاً مّثَانِىَ تَقْشَعِرّ مِنْهُ جُلُودُ الّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبّهُمْ ثُمّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَىَ ذِكْرِ اللهِ}. [الزمر: ٢٣]

فبهذا تتحقق سعادة القلب والنفس.

ومن استجاب لدعوة الله، عرف الحلال والحرام، ووقف عند حدود الله، فأدى الأمانة، واستقام في بيعه وشرائه، ووفى بعقوده ووعوده، ولم يعتد بيد، ولا في مال، ولا عرض، فأعطى ما عليه، وأخذ ما له، وتخلق بأخلاق الإسلام العظيمة.

فهذه سعادة الحياة والمعيشة: {أَوَ مَن كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِى بِهِ فِى النّاسِ كَمَن مّثَلُهُ فِى الظّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مّنْهَا .. } الآية. [الأنعام: ١٢٢]

ومن استجاب لدعوة الله نال مرضاته، ونجا من ناره، وفاز بجنته، فهذه هي السعادة الحقيقية، والسعادة الأبدية.

<<  <   >  >>