للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وَرَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - أَوْسَطُ قُرَيْشٍ حَسَبًا. وَقَالَ: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا} (١).

* ثُمَ قَالَ: فَتَوَقَّلَتْ (٢) بنا القِلاصُ (٣) مِنْ أَعالي الجَوْفِ (٤)، ورُؤُوس الهضاب، يَرْفَعُها عَزَازُ (٥) الرُّبَا (٦)، وَيَخْفِضُها بُطْنَانُ (٧) الرَّقاقِ (٨)، ويُلْحِقُها (٩) دَيَاْجِيْ (١٠) الدُّجَى (١١).

• التَّوَقُّلُ يَكْوْنُ في الجَبَلِ. يُقالُ: وَعِلٌ وقِلٌ ووَقُلٌ. الجَوْفُ: أَرْضٌ لمراد (١٢). وَكَانَ سَكَنَهَا رَجُلٌ مِنْ بَقايا قَوْمٍ عَادٍ يُقالُ لَهُ: حِمارٌ فَكَفَرَ، وَبَغَى،


(١) الآية ١٤٣ من سورة البقرة.
(٢) اللسان والتاج (وقل)، والنهاية ٥/ ٢١٦.
(٣) القلاص: جمع قلوص، وهي الفتية من الإِبل بمنزلة الفتاة من النساء.
(٤) الجوف: هو المطمئن من الأرض، والجوف أيضًا: أرض لبني سعد، والجوف: اسم وادٍ في أرض عاد فيه ماء وشجر حماه رجل اسمه حمار بن طويلع، كان له بنون، فخرجوا يتصيدون، فأصابتهم صاعقة، فماتوا، فكفر حمار كفرًا عظيمًا، وقال: لا أعبد ربًا فعل بي هذا الفعل! ثمَّ دعا قومه إلى الكفر، فمن عصى منهم قتله وقتل من مر به من الناس، فأقبلت نار من أسفل الجوف، فأحرقته ومن فيه، وغاض ماؤه، فضربت العرب به المثل، وقالوا: أكفر من حمار، وواد كجوف الحمار، وكجوف العَيْر، وأخرب من جوف حمار، وأخلى من جوف حمار؛ وقد أكثرت الشعراء من ذكره.
معجم البلدان ٢/ ١٨٧ - ١٨٨.
(٥) العَزَاز: ما صلب من الأرض واشتد وخشن.
(٦) الربا: جمع ربوة وهي ما ارتفع من الأرض ورَبَا.
(٧) بطنان: جمع بطن وباطن: وبطنان الأرض ما غمض منها، واطمأن، وهي قرار الماء، ومستنقعه.
(٨) الرَّقَاق: واحدها رقٌّ الأرض السهلة المنبسطة المستوية اللينة التراب تحت صلابة من غير رمل. النهاية ٢/ ٢٥٢.
(٩) يلحقها: يهزلها.
(١٠) دياجي الليل: حنادسه.
(١١) الدجى: سواد الليل إذا تمت ظلمته مع غيم، وألَّا ترى نجمًا، ولا قمرًا مع هدوء وسكون.
(١٢) هو مراد بن مالك (مذحج) بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان ابن =

<<  <   >  >>