للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يُخفْنَ مُلّاحًا كَذاوِيْ القَرْمَلِ (١)

والقَرْمَلُ شَجَرٌ قَصِيرٌ، وأَرادَ أَنَّ هذا النَّبْتَ صَارَ كأَنَّهُ شَجَرٌ مِنْ طُولِهِ. والذَّاوي الذي جَفَّ بَعْضَ الجُفوفِ. والسَّراحُ: جَمْعُ سَرْحٍ، وَهُوَ شَجَرٌ. والطِّلاحُ جَمْعُ طَلْحٍ، وَهُوَ شَجَرٌ عِظامٌ.

ويَأْبُرُون نَخْلَها أَيْ يُلَقِّحُونَهُ. ويَأْرُونَ نَحْلَها: والأَرْيُ عَمَلُ النَّحْل، والأَرْيُ العَسَلُ كأَنَّهُمْ يَخْرَؤُوْنَهُ.

وقَوْلُهُ: أَخْرَجُوهُمْ مِنْ سَرَواتِها يُرِيدُ من أَوْساطِها ومَعاظِمِها. وفي الحَدِيثِ "لَيْسَ للنِّساءِ سَرَواتُ الطَّرِيقِ" (٢) يُرادُ لَيْسَ لَهُنَّ أَوْساطُها إِنَّما لَهُنَّ الجوانِبُ والأَطْرافُ. والصَّبِيرُ: سَحابٌ. والنَّيْطَلُ: المَوْتُ والهَلاكُ. يُقالُ: رَماهُ اللهُ بالنَّيْطَلِ. والخَبَارُ: الأَرْضُ اللَّيِّنَةُ. وفيها جِحَرَةٌ. وقُطورها: جمع قُطْرٍ، وَهُوَ الجانِبُ.

• وقَوْلُ رسولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - في إِجابَتِهِمْ: "إنَّ نَعيمَ الدُّنْيا أَقَلُّ وَأَصْغَرُ عِنْدَ اللهِ مِنْ خُرْءِ بُعَيِّضَةٍ" (٣) ثمَّ قَالَ: "لو عَدَلَتِ الدُّنْيا عِنْدَ اللهِ جَناحَ ذُبَابٍ لم يَكُنْ لكافِرٍ فيها خَلاقٌ، ولا لِمُسْلمٍ بِهَا لَحَاقٌ" (٤).


= الكوفة، وهو أبلغ من العجاج في النعت. الشعر والشعراء ٢/ ٦٠٣ والأغاني ١٠/ ١٥٠ والأعلام ٥/ ١٥١.
(١) البيت في ديوانه ص ١٩٢ وفيه: "يخضن". والمُلّاح: بقلة. والقرمل: شجرة صغيرة.
(٢) رواه الهيثمي في مجمع الزوائد ٨/ ١١٥، عن عليّ بن أبي طالب: ليس للنساء نصيب في سراة الطريق. وانظر النهاية ٢/ ٣٦٤، وغريب الحديث لابن الجوزى ١/ ٤٧٦، والفتح الكبير ٣/ ٦٥، واللسان والتاج (سرى).
(٣) رواه الترمذي رقم ٢٣٢١ في الزهد وابن ماجة رقم ٢٤١٠ في الزهد والهيثمي في مجمع الزوائد ١٠/ ٢٨٨ رواية قريبة، والقضاعي في مسند الشهاب ٢/ ٣١٦ رواية قريبة.
(٤) (انظر التخريج السابق).

<<  <   >  >>