للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

• ومنها حديثٌ "ذكر فيه أن رجلًا سأل رجلًا عن منزلِه، فأخْبَرَهُ أنَّهُ نَزَلَ بينَ حَيَّينِ من العرب، فقال: نَزَلْتَ بينَ المَجَرَّةِ والمَعَرَّةِ" (١).

والمَجَرَّةُ مَجَرَّةُ السَّماء، والمَعَرَّةُ ما وراءَها من ناحيةِ القُطْبِ الشِّمالي سُمِّيَ مَعَرَّةً لِكَثْرةِ النّجومِ فيهِ. وأصْلُ المَعَرَّةِ مَوْضِعُ العَرّ، وهو الجَرَبُ.

والعَرَبُ تُسَمِّي السماءَ الجَرْبَاءَ لِكَثْرَةِ نُجومِها (٢) قالَ الهُذَليُّ (٣) ووصفَ أُتُنًا وحِمارًا:

أرَتْهُ من الجَرْبِاءِ في كل مَنْظَرٍ ... طِبابًا فَمَثْواهُ النهارَ المراكدُ (٤)

يُريدُ أنّها أَدْخَلت الحمارَ في مَضايِقَ، فليس يَرَى من السَّماءِ إلا قِطَعًا كأَنَّها طِباب. الطِّبَابَةُ: رُقْعَةٌ تكونُ في المَزادَةِ (٥).


(١) الفائق ٢/ ٤٢٣، وغريب الحديث لابن الجوزي ٢/ ٨٠.
والنهاية ٣/ ٢٠٥ واللسان والتاج (عرر).
وفي اللسان (عرر): "أن رجلًا سأل آخر عن منزله فأخبره أنه ينزل بين حيين من العرب فقال: نزلت بين المَعَرّة والمَجرَّة، المجرة التي في السماء البياض المعروف، والمعرة ما وراءها من ناحية القطب الشمالي، سميت معرّة لكثرة النجوم فيها أراد بين حيين عظيمين كَثيرَيْ العدد، وأصل المعرّة: موضع العَرّ وهو الجرب ولهذا سمّوا السماء الجرباء لكثرة النجوم فيها، تشبيهًا بالجرب في بدن الإنسان".
(٢) انظر الحاشية السابقة.
(٣) الشاعر أسامة بن الحارث الهذلي وقيل: مالك بن خالد الهذلي كما في اللسان (طبب). انظر ديوان الهذليين ٢/ ٢٠٣، وشرح أشعار الهذليين ٣/ ١٢٩٧. واللسان (جرب).
(٤) البيت لأسامة بن الحارث الهذلي، انظر ديوان الهذليين ٢/ ٢٠٣ وشرح شعر الهذليين ٣/ ١٢٩٧ واللسان (طبب). والمقاييس ١/ ٤٤٩ وقيل: لمالك بن خالد الهذلي كما في اللسان والتاج (طبب). والجمهرة ١/ ٣٥ لأسامة، اللسان والتاج (جرب وركد وطرد).
المَرَاكد: المواضع التي يَرْكُدُ فيها الإنسان وغيره.
(٥) طِباب جمع طِبابة: وهي الطريقة المستطيلة من الثوب والرمل والسحاب وشعاع الشمس. =

<<  <   >  >>