للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فأَضْمَرَ في الكلامِ الصَّلاحَ، أو ما كان في مَعْناهُ. ومِثْلُهُ في الكلامِ: قد علمتُ ما لَكَ في هذا، وأنت تُريدُ من الصَّلاح، وقد علمتُ ما عليكَ في هذا، وأنت تريد من المَكْروهِ، وقد علمتُ ما صنعتُ بك، وأنتَ تُريدُ من الخير، ثم قال: {تُرْجِي مَنْ تَشَاءُ مِنْهُنَّ} (١) أي تُؤَخِّر من تشاءُ {وَتُؤْوِي إِلَيكَ مَنْ تَشَاءُ} (٢) أي تَضُمُّه إلَيكَ ليلًا. والإِيواءُ يكون بالمَبِيت، وهذا في قِسْمَةِ الأَيَّامِ بينَهُنَّ، وكان يقسم لَهُنَّ، فرخَّص اللهُ لَهُ أنْ يَضُمَّ من يَشاءُ، ويؤَخِّرُ مَنْ يشاءُ، ثم قال: {وَمَنِ ابْتَغَيتَ مِمَّنْ عَزَلْتَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيكَ} (٣) أن تَضُمَّهُ إليكَ، ثم قال: {ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ تَقَرَّ أَعْيُنُهُنَّ وَلَا يَحْزَنَّ وَيَرْضَينَ بِمَا آتَيتَهُنَّ كُلُّهُنَّ} (٤) يقول: إذا آويتَهُنَّ بَعْدَ العَزْل، وقَسَمْتَ لَهنّ كنّ جميعًا على رجاءٍ لرُجوعِكَ إلى مَنْ عَزَلْتَ منهنّ، فلم يحزنَّ، ورَضِينَ (٥).


(١) سورة الأحزاب الآية ٥١.
(٢) سورة الأحزاب الآية ٥١.
(٣) سورة الأحزاب الآية ٥١.
(٤) سورة الأحزاب الآية ٥١.
(٥) انظر القرطبي ١٤/ ٢١٤ - ٢١٨.

<<  <   >  >>