للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تقولُ: إنه لقُلَّبٌ حُوَّلٌ، إذا كان كثيرَ التَّقَلُّبِ والتَّصَرُّفِ جيّدَ الحِيلَةِ (١). والقولُ الآخَرُ: الدِّيَةُ (٢)، أي لا يستطيعونَ أن يَدْفَعوا عنها بِدِيَةٍ كما يُقالُ: لا يُقبلُ منها صَرْفٌ، ولا عَدْلٌ. والصَّرْفُ: الدِّيَةُ، والعَدْلُ: رجلٌ مِثْلُهُ (٣)، كأنّهُ يُرادُ لا يُقبل منه أن يُفْتَدَى برجل مثلِهِ وعَدْلِه، ولا أن يَنْصرفَ عن نفسِهِ بِدِيَةٍ.

ثم قال: {وَمَنْ يَظْلِمْ مِنْكُمْ} أي يُشْرِكْ {نُذِقْهُ عَذَابًا كَبِيرًا} والظُّلْمُ في اللغةِ وَضْعُ الشَّيْءِ في غيرِ مَوْضِعِه، ومن جعل الله شريكًا فقد وَضَعَ الرُّبُوبِيَّةَ غَيرَ موضِعِها، يقول الله: {إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} (٤) والنَّصْرُ أن يَنْصُرَ بعضهُمْ بَعْضًا، يُريدونَ ولا يَسْتطيعونَ ذلك, ولا يَجدونَ لهم ناصرًا.


(١) الصرف: التقلب والحيلة، وصرفت الصبيان قلبتهم. وفلان يتصرف أي يحتال. ورجل حوّل. محتال شديد الاحتيال وبصير بتحويل الأمور والقلّب: الحُوَّل. وهو حُوَّل قُلّب أي محتال بصير بتقليب الأمور. اللسان (صرف - قلب - حول).
(٢) الصرف: الدية. وإذا أخذوا دية فقد انصرفوا عن الدم إلى غيره، فصرفوا ذلك صرفًا, فالقيمة الصرف؛ لأن الشيء يقوّم بغير صفته، ويعدل بما كان في صفته.
(٣) العَدْل: المثل. وهو ما عادله من جنسه.
(٤) سورة لقمان الآية ١٣.

<<  <   >  >>