للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

رَاحَ القَطينُ بِهَجْرٍ بَعْدَ ما ابتكرُوا (١) ... ..........................

فجعل الرواحَ في الهاجرةِ، ثم يكونُ الأكلُ بعد الهجير عَشاءً (٢)؛ لأنَّهُ بالعشيِّ يكونُ (٣)، والعشيُّ إِلَى سقوطِ الفرضِ (٤) ثم يكونُ المساءُ بعدَهُ إِلَى عَتَمَةِ الليلِ (٥)، وليس يُزيلُ المساءَ العشاءُ قَالَ الحُطَيْئَة (٦):

وَأَكْرَيْت العَشَاءَ إِلَى سُهَيْلٍ ... أو الشِّعْرَى فَطَالَ بِيَ الأَنَاءُ (٧)


(١) شرح ديوان لَبيد ٥٨ وهو صدر بيت وعجزه:
فَمَا تُوَاصِلُهُ سَلْمَى وَمَا تَذَرُ
والقطين: جماعة أهل الدار. وبهجر يريد بهجيرة، والهجيرة والهاجرة: نصف النهار.
(٢) اللسان والتاج (عشا).
(٣) في ط: "لأنه يكون بالعشى".
(٤) اللسان والتاج (عشا).
(٥) اللسان والتاج (مسا) و (عشا).
(٦) هو أَبُو مليكة جرول بن أوس بن مالك العبسي: شاعر مخضرم، أدرك الجاهلية والإِسلام، وكان هجّاءً عنيفًا، توفي نحو سنة ٤٥ هـ.
الأغاني ٢/ ١٣٠، والشعر والشعراء ١/ ٣٢٢، والأعلام ٢/ ١١٨.
(٧) ديوان الحطيئة ٩٨ وروايته: وآنيت العشاء ....
وآنيت: أخَّرت، انتظارًا لكم، وهو من التأني: أي أخرت العشاء إِلَى طلوع سهيل حَتَّى طال ذلك، وجاز وقت الانتظار.
وأمَّا رواية ابن قُتَيْبَة للبيت فهي: وأكريت العشاء: أي أخرته.
وسهيل والشعري: نجمان يطلعان في الشتاء في آخر الليل أو في النصف.
والأناء من آنيت؛ أي انتظرت إِلَى طلوع سهيل وطلوع الشعري، وذلك يطلع في آخر الليل، فطال بي انتظار العشاء، وأقام العشاء مقام الانتظار.
وقال ابن منظور في اللسان (كرا) تعليقًا على البيت:
"قيل: هو يطلع سَحَرًا، وما أكل بعده فليس بِعَشَاء. يقول: انتظرت معروفك حَتَّى أَيِسْتُ".

<<  <   >  >>