للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال (١) أبو مُحَمَّدٍ: لم نَقْصِدْ في إيضاحِ ذلك على أبي عبيد إلَّا في كتابِ غَريبِ الحديثِ فَقَطْ، وإنّما كان دعاني إِلى ذلك أَنّي أَلَّفْتُ كتاب غريبَ الحديثِ فكرهت أن يبقى بيني وبينه شَيْءٌ، أو يَقَعَ على تفتيشي وتفتيشِهِ غَلَطٌ، وأَنْ يبقى ما زَلَّ (٢) فيه مُغَطّىً. ولو قَصَدْتُ لِما غَلَط فيه في غَيْرِ كتابٍ لكَثُرَ ذلك.

ومما زَلّ بِهِ في الغريبِ المُصَنَّفِ: ناقَةٌ حنثعبة (٣)، كما حَدَّثنا به عَنْهُ أحمدُ بن سعيدٍ اللَّحْياني (٤) وإنما هو (خُنْثَعْبَةٌ) بعجم الثاءِ وضَمَّ الخاء، وهي الغزيرة اللَّبَن، كذلك قرأته على البَصْريين في كتابِ سِيْبَوَيْهِ (٥).


(١) يبدو أن هذا الكلام إلى آخر الكتاب ليس من كتابنا المسائل والأجوبة وإنما هو من كتاب إصلاح غلط أبي عبيد القاسم بن سلام الهروي في كتابه الغريب المصنف كما يدل على ذلك سياق الكلام. والله أعلم.
(٢) في الأصل: "أزلّ"، وهو وهم. انظر اللسان (زلل).
(٣) هكذا في الأصل [حِنْثَعْبة] والخِنْثَعْبَةُ: الناقة الغزيرة اللبن.
(٤) هو أحمد بن سعيد اللحياني، صاحب أبي عبيد القاسم بن سلّام الهروي، وقد حدث ابن قتيبة بكتاب الأموال، وكتاب غريب الحديث لأبي عبيد؛ في سنة ٢٣١ هـ.
وكان عمر ابن قتيبة - إذ ذاك - ثمانية عشر عامًا.
(٥) انظر سيبويه ٤/ ٣٢٥: وأما كُنْتَأْلٌ وخُنْثَعْبَةٌ ...........

<<  <   >  >>