للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومن ذلك في باب اللبن قوله: الصَّرَبُ بفتح الرّاءِ وهو اللَّبَن (١). وذلك خَطَأٌ، وإنما الصَّرَبُ هو (٢) الصَّمْغُ الأَحْمَرُ واستشهد في ذلك البيت:

أَرْضٌ عن الخيِرِ والسُّلْطانِ نائِيَةٌ ... فالأَطْيَبانِ بها الطُّرْثوثُ والصَّرَبُ (٣)

فذكر أن الصَّرَبَ اللَّبَنُ، واللَّبَنُ من أَطْيَبِ الأَشْياء، وإنّما أراد بالصَّرَبِ الصَّمْغَ الأَحْمَرَ. والدَّليلُ على ذلك قولُ الآخَرِ:

........................... ... كأَنَّ أَنْفَهُمُ فَوْقَ اللِّحَى صَرَبُ (٤)

وإنما اللَّبَنُ (الصَّرْبُ) بِسُكونِ الرَّاءِ.

قال أبو محمد: أُوْقِيَّةٌ تَقْديرُها فُعْلِيَّةٌ، وهي مُشْتَقَّةٌ مِنَ الأَوْق، وهو الثقلُ يُقالُ: هذا على أَوْقِ هذا على وَزْنِهِ ومِثْقالِهِ (٥). وأَنْشَدَ:

عَزَّ على عَمِّكِ أن تَأَوَّقِيْ ... أَو أَنْ تَبِيْتيْ لَيْلَةً لم تُغْبَقِيْ (٦)


(١) الصَّرْب والصَّرَبُ: اللبن الحَقِيْنُ الحامض. الأصمعي: إذا حقن اللبن أيامًا في السِّقاء حتى اشتدّ حَمَضُهُ فهو الصَّرْب والصَّرَبُ وأنشد:
......................... ... فالأطيبان بها الطُّرْثوث والصَّرَبُ
قال أبو حاتم: غلط الأصمعي في الصّرب أَنّه اللبن الحامض؛ قال: وقلت له: الصَّرَب: الصَّمْغ والصَّرَب اللبن فعرفه. وانظر اللسان (صرب) ففيه تفصيل حول الكلمة.
(٢) في الأصل: "إنما هو الصرب".
(٣) البيت بلا نسبة في: إصلاح المنطق ٣٩، وتهذيب إصلاح المنطق ١١٠، ومقاييس اللغة ٣/ ٣٤٧، والمجمل ٢/ ٥٥٦، وجمهرة اللغة ١/ ٢٦٠، واللسان والتاج (صرب، طرث)، وغريب الحديث لابن قتيبة ١/ ٤٢٨ والمعاني الكبير ١/ ٤٢٥.
(٤) البيت في المعاني الكبير ١/ ٤٢٥ وهو فيه بلا نسبة، وفيه (آنفهم) بدل (أنفهم).
(٥) في اللسان (أوق): الأوق: الثَّقَلُ. والأُوقِيّة بضم الهمزة وتشديد الياء زنة سبعة مثاقيل وقيل زنة أربعين درهمًا. فإن جعلتها أفعولة فهي من غير هذا الباب.
(٦) البيتان لجندل بن المثنّى الطهوي (لسان كأب، أوق، برشق) المقاييس ١/ ١٥٧ (أوق) والجمهرة ١/ ١٨٦ والصحاح (كأب). ويروى: تُؤَوَّمي.

<<  <   >  >>