للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قومُهُ، واستَبْشَرَتْ به عَشِيرَتُهُ ورَشَّحوهُ للمنافَحَةِ عنهم، والذَّبِّ عن أَعْرَاضِهِم (١) قَالَ الأَعْشى:

أُدافِعُ عَنْ أَعْرَاضِكُمْ وَأُعِيْرُكُمْ ... لِسَانًا كَمِقْرَاضِ الخَفَاجِيِّ مِلْحَبَا (٢)

وقال جرير (٣) لقومِهِ:

أَلَمْ أَكُ نَارًا يَصْطَلِيْهَا عَدُوُّكُمْ ... وَحِرْزًا لِمَا أَلْجَأْتُمُ مِنْ وَرَائِيَا (٤)

وكذلك هي (٥) في الغريب ليس كُلُّها تَسْتَوي (٦) في العِلْمِ بِه، وَلَا كلامُها كُلُّهُ واضحًا (٧) عندَها، بل مِنْهُ المُبْتَذَلُ، ومنهُ الغريبُ الوحشيُّ الذي إنَّما يَعْرفُهُ العالِمُ مِنْهُمْ، وقد يَخْتَلِفونَ في الحروفِ (٨) كما نختلفُ، ويقول العالِمُ في الشَّيْءِ


(١) كانت القبيلة من العرب إِذَا نبغ فيها شاعر أتت القبائل فهنّأتها، وصنعت الأطعمة، واجتمع النساء يلعبن بالمزاهر، كما يصنعون في الأعراس، ويتباشر الرجال والوِلْدان؛ لأنه حماية لأعراضهم، وذبٌّ عن أصحابهم، وتخليد لمآثرهم، وإشادة بذكرهم، وكانوا لا يهنئون إلَّا بغلام يولد، أو شاعر ينبغ فيهم، أو فرس تُنْتَج. العمدة لابن رشيق ١/ ٦٥.
(٢) ديوان الأعشى ص ١١٧ وهو فيه:
وَأدْفَعُ عن أعراضكم .........
وملحب: قاطع. وخفاجة: حيّ من بني عامر، والخفاجيّ نسبة إليه.
ومعنى البيت: سأدفع عن أعراضكم، وأضع في خدمتكم لسانًا قاطعًا كأنه المقراض.
(٣) هو أَبُو حَزْرَة، جرير بن عطية بن حذيفة الخَطفَى اليربوعيّ التميميّ: أشعرُ أهل عصره. عاش عمره كله يناضل شعراء زمنه ويساجلهم، ولم يثبت أمامه غير الفرزدق والأخطل. ولد ومات في اليمامة سنة ١١٠ هـ.
الشعر والشعراء ١/ ٤٦٤، والأغاني ٣/ ٨، والأعلام ٢/ ١١٩.
(٤) ديوان جرير ١/ ٨٠ وروايته فيه:
لقد كنت نارًا يصطليها .......... والحرز: المكان المنيع يلجأ إليه.
(٥) في ط: "هنا". وهو خطأ.
(٦) في ط: "يستوي".
(٧) في ط: "واضح".
(٨) قوله: "في الحروف" ليس في ط.

<<  <   >  >>