للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

في قولِهِ: "من مسَّ فَرْجَهُ فلْيَتَوَضَّأْ" (١) وهذا تَناقُضٌ.

قال: فإنَّ حديثَ طَلْقٍ يَطْعَنُ فيه أصْحابُ الحديث، قُلْتُ من أيِّ وَجْهٍ؟ قالَ: لأنَّ طَلْقًا أعرابيٌّ، قلت: فما بالُ الأَعْرابِ؟ أليس هم النَّقَلَةً لكَثيرٍ من سُنَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - إلينا؟ أَولَيْسَ منهم الذينَ قال الله عزَّ وجلَّ فيهم: {وَمِنَ الْأَعْرَابِ مَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَيَتَّخِذُ مَا يُنْفِقُ قُرُبَاتٍ عِنْدَ اللَّهِ} (٢) الآية؟ وبُسْرَةُ أَولَى بأَنْ يُضَعَّفَ الحديث بها؛ لأنَّها امْرأَةٌ، وقد جعلَ الله شهادةَ امرأَتَيْنِ شهادةَ (٣) رَجُلٍ، قال: فإنَّ حديثَ طَلْقٍ قد طُعَنَ فيه، وليسَ بِصحيحٍ، قلتُ: كيف يكونُ غيرَ صحيحٍ، وجِلَّةُ (٤) أصْحابِ النبي (٥) - صلى الله عليه وسلم -، وكبراؤُهُمْ، والتابعونَ عليه (٦)؟ وحديث بُسْرَةَ ليس عليه إلّا ابنُ عباس، وعدد (٧) يسير. فإنْ كانَ قَوْمٌ قد طَعَنُوا في الحديثِ فقد طَعَنَ آخَرونَ في حديثِ بُسْرَةَ، وَضَعَّفوه باختلافِ الألفاظ فيه (٨)، فمرّةً مروانُ يقول (٩):


= الملك بن مروان بن الحكم، وهي من الصحابيات المبايعات. أسد الغابة ٧/ ٤٠ والوافي ١٠/ ١٣٥.
(١) رواه الترمذي رقم ٨٢ و ٨٣ و ٨٤ في الطهارة، باب الوضوء من مس الذكر، والموطأ ١/ ٤٢ في الطهارة باب الوضوء من مس الفرج، وأبو داود رقم ١٨١ في الطهارة، باب الوضوء من مس الذكر، والنسائي ١/ ١٠٠ في الطهارة، باب الوضوء من مس الذكر ورواه أيضًا أحمد، وابن خزيمة، وابن حبان، وهو حديث صحيح.
(٢) الآية ٩٩ من سورة التوبة.
(٣) في ط: "بشهادة".
(٤) في ط: "وعليه جِلّة".
(٥) في ط: "رسول الله".
(٦) عليه": ليست في ط.
(٧) في ط: "ابن عمر ونفر". وانظر تحفة الأحوذي، أبواب، الطهارة، باب "الوضوء من مس الذكر"، الحديث ٨٢: ١/ ٢٧٠ وقال الترمذي "هذا حديث صحيح".
وانظر أيضًا تلخيص الحبير في تخريج أحاديث الرافعي الكبير ١/ ١٢٢ - ١٢٤.
(٨) "فيه". ليست في ط.
(٩) في ط: "ويقول مروان".
ومروان هو مروان بن الحكم بن أبي العاص ابن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف، أبو =

<<  <   >  >>