ذكر التنبكتي أن الكتاب وقع للأمير الحفصي بعد إلحاحه على البسيلي في المطالبة به، فَبَقِيَ بيده إلى أن توفي وبِيعَ في تركته فسافر به مشتريه إلى السودان، ومن هناك انتشرتْ نسخُه.
وتتبُّعُ نسخ التقييد الكبير يؤيد هذه الحكاية؛ إذْ أغلب النسخ منه ثاويةٌ بالمغرب، بالزاوية الحمزية ودار الكتب الناصرية، الموجودةِ في خطِّ السير إلى السودان في الجنوب المغربي، وما وُجد بخزانتي الرباط وعلال الفاسي فهي نسخٌ منقولة عن المتقدمة أو هي نسخٌ مشرقية مصرية، ليس يبعُدُ أنها وردَتْ على مصر من جارتها السودان، ثم استقْدَمَها الحجاج العلماء المغاربة في حجازياتهم.
ومما يعضد كلام التنبكتي أيضا، أنني عثرتُ على نسخةٍ من البسيلي بالسودان ناقصة، في ٢٦٥ ورقة، بخط صحراوي سودانى، توجد بمكتبة مما حيدرة بتنبكتو رقم ٢٧٧٦.
ب - الصغير: نكت وتنبيهات في تفسير القرآن المجيد.
سيأتي الحديث عنه في الفصل الثالث.
٣ - شرح المدونة:
لم نعثر له على ذكر فيما وقع لنا من فهارس المخطوطات، وأظنه كبيرا، بالنظر إلى حجم "المدونة" نفسها؛ ولو لم يذكر المترجمون أنه له شرحا على "المدونة" لكان لمتصفح تفسيره المختصر أن يلحظ ذلك الاهتمام بها، والحشْدَ الوافرَ من النقول المتقَنة عنها (٣١ مرة)، خلاف ما اعتدناه على البسيلي من النقل بالمعنى.
٤ - شرح على الخزرجية في العروض:
والخزرجية هي قصيدة الرامزة في علم العروض، لضياء الدين عبد الله بن محمد الخزرجي الأندلسي (ت ٦٢٦ هـ)، عِدَّتُها ٩٦ بيتا، وفاتحتها: