ضربت المصادر صَفْحاً عن أن تذكر تاريخ ولادة البسيلي أو مكانها، وهذا أمرٌ يكثر في تراجم الرجال، وليست علَّتُه دائما تواضع أسرة العلم أو خمول ذكرها، فليس علينا من حرج إذن أن لا ننسب عدم الإشارة إلى تاريخ مولده إلى ذلك.
وقد حاول الأستاذ محقق "التقييد الكبير" تقدير مولده فقال: "يمكن تقدير مولده، وذلك أنه قدم تونس سنة (٧٨٥ هـ) وتوفي بها سنة (٨٣٠ هـ)، فتكون مدة إقامته بها خمسا وأربعين سنة مضافة إلى إقامته بتونس، فيكون مجموع عمره سبعين سنة تقريبا، تطرح من تاريخ وفاته عام (٨٣٠ هـ) فتكون ولادته: (٧٦٠ هـ) ".
وليس ينازع أحد حق الدكتور في التقدير، إذْ هذا المسلك مطروق، وما هو بأبي عذره، ولا بالمبتدع فيه، ولكنى آخذ عليه تجانفه عن الصواب، حين أثبت تاريخ الولادة الافتراضي على صفحة عنوان "التقييد الكبير" غفْلاً عن أي إشارة إلى كونِه افتراضيا، وكان يكفيه لوْ جعل على يسار هذا التاريخ علامةَ استفهام أو صدَّرَه بكلمة:"نحوٍ" أو "في حدود" أو غيرها مما يحول بين القارئ وبين تَلَقُّفِه تاريخ مولده هذا، حقيقة تاريخية، ثقة بالباحث ورُكُونا إليه.
[ب - وفاته:]
عدا السخاوي الذي يجعل وفاة البسيلي متأخرة إلى سنة ٨٤٨ هـ، فإنَّ كل مترجميه يثبتون تاريخ وفاته في سنة ٨٣٠ هـ.