ب - أنه ليس كل الناس يحفظ كل القرآن، فكررت لتقع في البعض المحفوظ.
ج - أن ذلك مبالغة في القصِّ والتحذير.
[ح - مناسبات القرآن]
ألَمَّ بها يسيرا، دون أن تغدو ميسما منهجيا يطبع تفسيره، مثلما فعل البقاعي مثلا؛ وهذه أمثلة لما أورده منها:
١ - عند قوله تعالى:(وَءَايَةٌ لهُمُ أَنَا حَمَلْنَا ذُرِّيَّاتِهِمْ في اِلْفُلْكِ اِلْمَشْحُونِ)؛ حيث قال:"مناسبتها لما قبلها من ثلاثة أوجه".
٢ - عند قوله تعالى:(تَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ)؛ حيث قال:"وجهُ مناسَبتهِ ظاهرٌ، وهو أنَّهُ تعالى أخبَرَ عنهمْ في قولهِ:(وَإذَا مَسكُمُ الضُّرُّ في الْبَحْرِ) إلى آخرها، بأنهم في حالةِ مسَّهم الضُّر وحَّدُوا الله تعالى وَلجؤوا إليه، فلما نجاهم كفروا، فناسَب في هذه الآية ذكرُ نفيِ نقيضِ فعْلِهم في حالة الإنجاء".
٣ - عند التنبيه على قوله تعالى:(عَدُوًّا وَحَزَناً)؛ إذ قال:"منَاسبٌ لِمَا مَرَّ في قولِه: (وَلاَ تَخَافِي وَلاَ تَحْزَنِي) فالحزنُ مُصَرحٌ به، والخوفُ مِنْ لازِم قولهِ (عَدُوًّا)؛ لأنَّ الخوفَ أكثَرُ مَا يُتوقَّعُ مِنَ العدُو".
٤ - عند النكتة الخاصة بقول الله جل وعز:(اللَّهُ يَبْسُطُ الرِّزقَ) الآية؛ حيث قال:"ذكَرَ ابن عطية في ربْطِها بما قبلَها ذَمَّ الأغنياء من الكفار. وقرّر بعضُهم ربطَها بوجه آخر، وهو أنها شِبْهُ دليلٍ لما قبلَها، وهو أنه تعالى خَلَقَ من اتّصف بقوله:(الذِينَ يُوفُونَ بعَهْدِ الله) إلى آخره، وخَلَقَ مَنِ اتصف بقوله:(الذِينَ يَنقُضُون) إلى آخر الصفات، وكل ذلك بفضلِه وعدلِه، فكذلك بسْطُ الرزق وتقديرُه".