هذا المبحث من مقدمات البسيلي لتفسيره، حين عرض لمعنَى حديثِ "إِنَّ هذَا القُرْآنَ أُنزِلَ على سبْعةِ أحرُفٍ"، ثم نسب لشيخه ابن عرفةَ تفسيرها بالقراآتِ السَّبْعِ المشهورة. وإيراد هذا الرأي على ضعفه دون تعقيب، محل نظر.
[ي - مقدار ما فسر النبي - صلى الله عليه وسلم - من القرآن]
حيث عرض بالتفسير لمَا رُوِيَ عنْ عائشة:"مَا كانَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يفسِّر من القُرآن إلاَّ آياً بِعَدَدٍ عَلَّمَهُ إيَّاهُنَّ جبريلُ"، ثم توقف في تأويله ورد معنَاهُ إلى مغَيَّبَاتِ القرآنِ وتفسيرِ مجملِه ونحوِ ذَلك، مِمَّا لَا سبيلَ إليهِ إلاّ بتَوْقيفٍ من اللهِ تعَالَى.
[ك - العلوم التي يحتاج إليها المفسر]
هذان المبحثان من زوائد "نكت وتنبيهات"، تصدَّرا الكتاب؛ لخصهما البسيلي بإحكام عن أبي حيان.
[ل - طبقات المفسرين]
خص هذا المبحث بمقدمة ذكر فيها أن صَدْرَ المفَسِّرِينَ عليُّ ابنُ أبي طَالبٍ، ثم عبدُ اللهِ بنُ عبَّاس، وعنه أَخَذ، ثم عبدُ اللهِ بنُ مسْعودٍ وأُبَيُّ بنُ كعبٍ وزيْدُ بنُ ثابتٍ، وعبدُ اللهِ بنُ عمرِو بنِ العَاصِي؛ ثم مِنَ التابعين الحسن بنُ أبي الحسَنِ ومُجَاهِدُ، وسعيدُ بنُ جُبَيْرٍ، وعَلْقَمَةُ، ثم عِكْرِمةُ والضحَّاكُ بنُ مُزَاحم والسُّدِّيُّ. ثُمَّ حَمَلَ التفسيرَ عُدُولُ كُلِّ خَلَفٍ، وأَلَّفَ الناس فيهِ كعبدِ الرزاقِ، والمفضَّلِ وعلي بنِ أبي طَلْحَةَ والبخاري وغيْرِهم. ثُمَّ إِنَّ محمدَ بنَ جريرٍ الطبري جَمَعَ أَشْتَاتَ التفسيرِ، وقَرَّبَ البَعِيدَ، وشفَى في الإِسْنَادِ. وأما أبُو بكرٍ النقَّاش، وأبو جعفرٍ النَّحَّاسُ، فكثيرًا ما استدْرَكَ الناسُ عليْهِما، وتَبِعَهُما مكيُّ بنُ أبي طالبٍ؛ وأبو العباسِ المهْدَوِيُ مُتْقَنُ التَّأليفِ".