[المبحث الثالث: قصة اختصار التقييد الكبير وتاريخه التقريبي]
أ - تاريخ تأليفه:
حضر البسيلي درس ابن عرفة سنة ٧٨٣ هـ، حسبما أفاد طَيَّ تفسيره، ومكث بعد ذلك عشرين حجة يتتلمذ لشيخه، يختمُ عنده التفسير، وهي مدة ليست باليسيرة، تخوِّل لصاحبنا أن يبدئ ويعيد في تنقيح مسودة كتابه ومدوّناته، بل نفْض يده منه، ولكنه عكْسَ المتبادِر لم يأت على إتمامه إلا بعدَ وفاة شيخه، بل بعدَه بأربع سنوات على الأقل؛ تأويلُه أنك تجده ينقل عن ابن عرفة -وهو يتحدث بلسان الأشاعرة- أنه "يجوز أن يَقْدِرَ الجسم اللطيفُ على حمل الجسم الكثيف ... ويشهدُ لهذا ما جرى في عام ٧٧١ هـ، كيف رَمَتِ الريحُ الأشجار العظيمة. قلت - (أي البسيلي) -: ووقع مثلُه بتونس في عام ستة وثمانمائة (٨٠٦ هـ)، وُجد في صبيحة تلك الليلة كثيرٌ من الأشجار العظيمة من الزيتون وغيره، ورأيتُه عِيانا مطروحا على وجه الأرض"، وهو يذكر في موضع آخر تاريخ ٨٠٨ هـ.
ونخلُص مما يَشف عنه هذا النص إلى ما يلي:
- أن البسيلي مكث يؤلف كتابَه أو يتعهده على الأقل حتى بعد وفاة ابن عرفة، ويقْوَى هذا الأمرُ بضميمة أننا نجد في "نكته" الصغرى والكبرى، ترجمة محررة لابن عرفة وضبطا لتاريخ وفاته.