للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومما يمت بصلة لما مر:

[- الاعتماد على الأخبار الصحيحة، ورد الإسرائيليات والأخبار التي لا مستند لها]

ظهر من خلال نكت البسيلي أنه كان يتحرى مجانبة الأخبار والقصص التي لا أصل لها، خاصة إذا انضافت إلى ذلك ضميمةُ مسِّها بمنصب النبوة، أو تعلقت بالعقائد، مثال ذلك ما وقع له عند قوله تعالى: (وَلاَ في اِلسَّمَاَءِ)، حيث قال: "وفى آية الشورى، لم يقل "ولا في السماء"، فقال صاحب "برهان القرآن": إنما قال هنا (وَلاَ في السَّمَاءِ)؛ لأن نمرودا صعد إلى جهة السماء، وآية الشورى ليس فيها ذلك". ثم تعقب ذلك بقوله: "وهذا يحتاج إلى خبر صحيح".

وأوضحُ منه أن ابن عطية حين قال عند تفسير قوله تعالى: (وَتُخْفِي في نَفْسِكَ): "إن النبي - صلى الله عليه وسلم - وقع منه استحسان لزينب وهي في عصمة زيد. وكان حريصا على أن يطلقها زيد فيتزوجها هو، ثم إن زيدا لما أخبره بأنه يريد فراقها، ويشكو منها غلظة قولٍ وعصيانَ أمرٍ وأذى باللسان وتعظُّما بالشرف، قال له (اتق الله)، أي: فيما تقول عنها، و (أمسك عليك زوجك) وهو يخفي الحرص على طلاق زيد إياها. وهذا هو الذي كان يخفي الحرص على طلاق زيد إياها. وهذا هو الذي كان يخفي في نفسه، ولكنه لزم ما يجب من الأمر المعروف". تصدى له البسيلي فقال: "كلامُ ابن عطية هنا لا يَحِلُّ كتْبه؛ لاقتضائه التّنقيص بلِ الصواب والحق أن الله أوحى إليه أن يتزوجها. وما نقله ابن عطية لم يَرِدْ في حديث صحيح، وإنما ذكره المفسرون".

<<  <  ج: ص:  >  >>