هو أبو العباس أحمد بن محمد بن أحمد البسيلي؛ كذا ترجمته المصادر التي بين أيدينا، وهي تكاد تكون مطبقة على هذا، فيما عدا أن صفحة العنوان من إحدى نسخ "نكت وتنبيهات"(نسخة خ ع ق ٢٧١)، والتي يرجع تاريخ نسخها لسنة ثلاثة وسبعين وتسعمائة (٩٧٣ هـ)، تَشِذُّ فتسوق كنيته ولقبه كالآتي:"أبو عبد الله، شهاب الدين أحمد البسيلي". ولم أظفر إلى اليوم بمستند يدعم هذه الرواية، وإن كنت أرجح أن الناسخ قد يكون واهما، لوهمه فيما تلا هذه الرواية مباشرة، وذلك قوله:"هذا المجموع بخط أبي عبد الله شهاب الدين أحمد البسيلي، تلميذ ابن عرفة"، وظاهر وهمه من حيث إن
وفاة البسيلي متقدمة على تاريخ النسخ المذكور آنفا بنحو من ثلاث وأربعين ومائة سنة؛ وعليه يستحيل كون المجموع بخطه. ثم إن الورقة ٨٥، وجها وظهرا منسوخة بخط مخالف، ويندُرُ أن نجد هذا في أصول تآليف العلماء؛ لأنهم لا يأمنون عندئذ على تصنيفهم من التغيير، اللهم إلا أن يكون ما نسخ بخط مغاير إملاء من المصنف على غيره.
[ب - نسبه وسلفه:]
لم يرد فيما بين أيدينا من المصادر ما يبل نقعة الصديان، بصدد أصل البسيلي، وكل ما يوجد هنالك استنتاج مبني على احتمال كون الباء الموحدة في اسمه مبدلة عن ميم، إذْ يصير أصله حينها جزائريا نسبة إلى "مسيلة" عاصمة "الزاب" الشهيرة في محافظة "قسنطينة" بالجزائر. والذين قرَّت أعينُهم بهذا الوجه ووجاهته، يُزكّون ذلك بأن الشيخ صاحب الترجمة -حسب "النيل"؛ نقلا عن "التقييد الكبير" - إنما ابتدأ حضوره