للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهو القلبُ. وأما "الابتلاء" فراجعٌ إلى علم الله تعالى، فناسَب تعليقُه بالأعم وهو الصدرُ".

- قول البسيلي عند قوله جل وعز (أَمْ يَقُولُونَ اَفْتَراهُ) الآية "الفرقُ بين الافتراءِ والكذب أَنَّ متعلّق الافتراء القولُ، ومتعلقَ الكذبِ الفعل؛ مثالُه من قال: "قال زيد كذا" ولم يكن قاله فهو افتراءٌ، وإِنْ قال "قام زيد" ولم يقمْ فهو كذِبٌ. وذكر ابنُ عطية فرقاً آخر".

[٨ - الاعتناء بالبلاغة]

وظف البسيلي البلاغة لخدمة المعنى، فجاءت الإشارات البلاغية في تفسيره على قلتها دالة على حسن استخدامه لعلوم الآلة، ومعرفته بقضايا البلاغة ومصطلحاتها، فيكثر دورها عنده، فيطلقها أحيانا اعتمادا على معرفة القارئ بها، أو يسوقها تارة أخرى مع تعريفها إذا لزم الأمر، أو يقرر وجه البلاغة في الآية دون احتفال بالمصطلحات.

فمما أطلق فيه مصطلحات البلاغة دون شرح أو بيان، مصطلحات اللف والنشر والاستخدام.

ومن المواضع التي وقف فيها عند المصطلح البلاغي، فأوفاه بعض حقه من الشرح، قوله عند قوله تعالى (فَزَادَهُمُ إيمَاناً)، إنه يشبه قلب النكتة، ثم تخلص إلى بيانه بقوله: "وهو الاحتجاجُ بدليلِ الخصم على نقيضِ دعْواه". وكذلك فعل عند قوله تعالى (إنَّا لَنَراهَا في ضَلاَلٍ مُبين)، حيث قرر أن في الآية المذهب الكلامي، ثم أردف ذلك بقوله: "أي: مذْهبُ علم الكلام؛ وهو إِطلاقُ لفظٍ يشْتمِلُ على صِحَّةِ دعْوى المُدَّعي، ولوْ طولِبَ النِّسْوةُ بالدَّليلِ لأجبْنَ به". وهو يورد ذلك في "الكبير" بأوفى

<<  <  ج: ص:  >  >>