عدا عبارة الرصاع التي أجمل فيها تواليف شيخه البسيلي:"وله تواليف عديدة وتصانيف حسنة ... "، لم يذكر أحد قط أن للبسيلي تأليفا في الفقه المالكي حاذى به المختصر الفقهي لشيخه، حتى ظفرت بقطعة من مخطوط نادر، هو إحدى ذخائر جائزة الحسن الثاني لسنة ١٩٨٤ تملكه أحد المراكشيين، ثم صور عنه شريط فلمى، لكن تصويره كان رديئا إلى حد استحالة استخلاص صورة عنه، فتجشمت قراءته بصعوبة بالغة لعله يضيف زخما جديدا إلى ترجمة البسيلي المكرورة والقصيرة.
والمخطوط من القطع الكبير، تشي فاتحته بعد التحلية، أنه كُتِبَ والبسيلي لا يزال حيا أو نُقل عن نسخة كتبت في حياته، ناهيك عن أن التحلية بإضافاتها الموضوعية المميطة للثام عن بعض الغموض المتعلق بأسرة البسيلي، تُنْبِي عن معرفةٍ للناسخ أكيدةٍ به وبأسرته.
ومقدمة الكتاب وجيزة على ما عوَّدنا البسيلي في ديباجتي النكت الكبير والصغير، أفصح فيها عن أمور تالية:
- أنه وضع تأليفا في الفقه المالكي محاذيا لمختصر شيخه، رام من ورائه شرح معانيه المستغلقة، وتوضيح قواعده الفقهية، وشرح ألفاظه وغريب لغاته، وتوجيه أقواله، والتنبيه على ما قد يكون وقع من الوهم فيه، بيد أنه جاء في مجلدات كثيرة تصرف القارئ عن العكوف عليها لطولها.