يحتمل أنهم طلبوا نزولَ عقابِ السيئات بهم دون ثوابِ الحسنات، أو قبلَ ثواب الحسنة، كقولهم في قولك "جاء زيدٌ قبلَ عمرو"، ويحتمل مجيء عمرو وعدم مجيئه؛ وقد تَعَينَ عدمُ وقوع ما بعدَ "قبل" كما في قوله تعالى (لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي)؛ هذا امتناعٌ عقلي، وقد يمتنعُ حِسّاً كما في قوله تعالى (آمَنتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنَ آذَنَ لَكُمُ).
وتَذَكَّرْ قولَ البراذعي في "اختصار المدونة": "ويبدأُ الجنُبُ بالوضوء قبل الغسل، فإنْ توضّأ بعدَه أجْزَأَهُ"، وقولَ الإمام في "الإرشاد"، إنه تعالى يبدأ بالنعم قبل استحقاقِها؛ وتعقَّبَه المقْتَرِح.