ع -في الختمة الأولى-: الكذب عبارةٌ عن عدمِ مُطابقة الخبَر مدلُولَه، ويُستعمل في الماضي والمستقبل خلافاً لابن قتيبة؛ فإنه يُسمِّي الخبر بالمستقبل غيرَ المطابق خُلْفاً، وهذه الآيةُ ترُدُّ عليه، لأن الدِّين هو المجازاة بالثواب والعقاب يومَ القيامة، وإنما قال:"يكذب" بلفظ المضارع، ولم يقل "كذَّب" لأنّ فعلَ الحال يُؤتَى به عند تعظيم الأمر وتهويله، فيقتضي تصوُّرَ السامع ذلك الشيء فيِ الذهن حتى كأنه حاضرٌ بين يدي المخبَر به، قال تعالى (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَتُصْبِحُ الْأَرْضُ مُخْضَرَّةً) ولم يقل "فأصبحت".