هذه أعَمُّ مِن آية (إِنكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ)؛ لاقتضاء هذه نفيَ التكليف بالهداية، وإثباتَ القدرة عليها لله تعالى؛ وتلك اقتضتْ نَفْيَ كونِ الهداية مقدورةً له، وإثباتَ القدرة عليها للَّه تعالى؛ وقولُ القائل:"أنت قادر على أن تهدي من أحببت"، أخصُّ مِن "أنت تهدي من أحببت"، ونفيُ الأخص أعمُّ من نفى الأعم.
وظاهرُ ما نَقَلَ ابن عطية عن ابن جبيرٍ والنَّقاش، أن هذا الخطاب خاصٌّ بالنبي - صلى الله عليه وسلم -؛ وما نَقَلَهُ عن ابن عباس يقتضي العموم، وعلى تقدير الخصوص فهو يستلزم العموم، لأنه إذا رُفعَ التكليف بذلك عن النبي - صلى الله عليه وسلم - الذي هو رسول مأمورٌ بالتبليغ، فأحْرَى مَن سِوَاه.
وقولُ ابن عطية: "نُسِخَ ذلك بآية (إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ للفُقَرَاءِ)