"محمد بن أحمد بن محمد بن محمد بن علي بن غازي، العثماني المكناسي ثم الفاسي، شيخ الجماعة، العلامة الحافظ الحجة المحقق، خاتمة علماء المغرب وآخر محققيهم. قال في "الروض الهتون": العثماني نسبة لأبي عثمان، قبيلة من كتامة، نشأتُ بمكناسةَ وقرأتُ بها ثم رحلتُ لفاس لطلب العلم سنة ثمان وخمسين ظنّاً، وأقمت بها زمنا، ولقيت بها جماعة من الأشياخ، ثم عدت لمكناسة زمانا ثم رحلت لفاس مستوطنا، اهـ.
وقال تلميذه عبد الواحد الونشريسي: شيخنا الإمام العالم الأثير السيد. كان إماما مقرئا مجودا، صدرا في القراءات، متقنا فيها عارفا بوجوهها وعللها، طيِّبَ النعمة قائما بعلم التفسير والفقه والعربية، متقدما في الحديث حافظا له واقفا على رجاله وطبقاتهم ضابطا لذلك، معتنيا به، ذاكرا السير والمغازي والتواريخ والأدب. فاق في كلِّه أهلَ وقته. ولد بمكناسة وأخذ العلم بها وبفاس عن الأستاذ النيجي والقَوْري وغيرهما. أنفذ عمره في طلب العلم ونشره وتقييده وألَّف في القراءة والحديث والفقه والعربية والفرائض والحساب والعروض وغيرهما تآليف نبيلة. وخطب بمكناسة ثم بفاس الجديد ثم بالقرويين. وليس في عصره أخطب منه. يُسمِع في كل شهر رمضان صحيح البخاري. وتخرج به عامة طلبة فاس وغيرها. ورحل إليه الناس وتنافسوا فيه.