غير أن كثرةَ الشيوخ الجلَّة الْمُجَايلين لصاحبنا، لم تُفْلِحْ في جعْلِهم يستأثرون بالتلاميذ دونه فله أيضا قرْصٌ في العرس؛ فمن تلاميذه:
١ - أبو عبد الله محمد بن قاسم الأنصاري نسبا، التلمساني مولدا، التونسي تربية، الرصاع شهرة المالكي مذهبا (ت ٨٩٤ هـ):
قاضى الجماعة الفقيه العالم الصالح المفتي من عائلة هي من كرائمِ عائلاتِ الأنصار بمدينة تلمسان، ولم يكن لهم وهم بتلمسان سابقةٌ راسخة في العلم، وجدُّ المؤلف الرابع للأب كان نجارا تميز بالبراعة وروعة الدقَّة في التَّرْصيع في الخشب فعُرِف بالرّصّاع، واشتهر بعد ذلك، بعد ترصيع جامع العُبَّاد.
كان أبوه كثير الإقامة بحاضرة تونس، متردّداً على أهل العلم بها. وقدِم ولدُه محمد إلى تونس صغير السن فاعتنى به، وعرفه على مشاهير علماء الزيتونة، فتتلمذ لجماعة من الأعلام، منهم: البرزلي وأبو عبد الله محمد بن عُقاب؛ ختم عليه التفسير وهو الذي عيَّنه مُعيدا بالمدرسة المنتصرية، وأبو محمد عبد الواحد الغرْيَاني وأبو العباس أحمد السَّلاَوي، قرأ عليه العربية والوانُّوغي وأبو الحسن محمد البَطَرْني وأبو عبد الله الزنديوي وأبو القاسم العبْدُوسي وأبو محمد عبد الله البَحِيرِي وأبو القاسم العُقْبَاني وبَلْقَاسَمْ القسنطيني وأبو حفص عمر