"فالراجح أن اسمه في الأصل هو المسيلي، نسبةً إلى المسيلة عاصمة الزاب الشهيرة" إلى أن قال: "والإبدال بين الميم والباء أمر معروف شائع في العربية، وهما حرفان شفويان متقاربان، ومن أشهر الأمثلة القديمة بين هذين الحرفين أنه يقال مكة وبكة، ولا ندري متى وقع هذا الإبدال في نسبة البسيلي، هل كانت شائعة في عهده في بعض اللهجات، وعلى كل فهو سمي في بعض المراجع الجزائرية المسيلي (خاصة "تعريف الخلف" و "أعلام الجزائر". والتحريف -فيما يبدو لي- قديم لذا لي نشأ إصلاحه".
- تعقب محمد محفوظ:
"ويلاحظ على كلامه أن الأنساب لا مجال للقياس والاجتهاد فيها وأن الإبدال بين الميم والباء إذا كان شائعا في اللغة الفصحى، فهو كذلك في اللهجة الدارجة العامية، ومن المعلوم أن ما هو شائع ومطرد في الفصحى لا يلزم أن يكون كذلك في اللهجة الدارجة؛ لأن لها قواعد وخصائص في الاستعمال غير التي في الفصحى. وإذا كان قد ذكر مثالا للإبدال بين الميم والباء في الفصحى، فلماذا لم يذكر مثالا من ذلك في اللهجة العامية ليكون كلامه أدنى إلى القبول ومقنعا وليكون القياس بدون وجود فارق؟، وما نقله عن بعض المراجع الجزائرية هي مراجع حديثة وعمدتها ومعولها هي المصادر القديمة، فإذا خالفتها فإنه ينظر إلى هذا بعين الحذر والاحتراز، بل الرفض إن لم يوجد بعد البحث ما يؤيد خلافها المبني على الإجتهاد الشخصي بدون حجة ولا مستند" اهـ.
وأضيف أن إطباق النسخ المخطوطة من التقييد الكبير أو الصغير على رسم اسم البسيلي بالباء الموحدة، وكذا ورود اسم ابن عم والد المؤلف، أبي فارس عبد العزيز في "التقييد الكبير" مرسوما بالباء أيضا قاطع للجاجة في هذا الشأن.
وحين سكتت معاجم البلدان عن ذكر بسيلة التي يمكن أن تكون نسبة البسيلي إليها أسعفني مخطوط خاص بهذا الأمر، فوجدت فيه ما نصه: "البسيلي، منسوب إلى