كُنتُمْ تَكْفُرُونَ)، وقوله (الْيَوْمَ نَخْتمُ) إلى غير ذلك، ذكر هنا الأصل الثالث وهو الرسالة.
وقوله (وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ)، إشارة إلى أنه مُعَلَّم من عند اللَّه، يعلّمه ما أراد، ولما كان تحدِّيه - صلى الله عليه وسلم - بالقرآن، وكان الكفار ينسبونه إلى الشعر، خصّ الشعر بنَفْي التعليم، مع أن الكفار كانوا ينسبون له السحر والكهانة، لكنهم إنما ينسبون إليه السحر عندما يفعل ما لا يقدرُ عليه غيرُه كشقّ القمر وتكلّم الحصى والجذع وغير ذلك، والكهانةَ عند إخبَاره بالغيب، فلم يقل "وما علمناه الكهانة والسحر" لما قلناه؛ لأن المقصد في هذا المقام ما كانوا يقْدَحون به في القرآن، والشعر هو الكلام الموزون الذي قصد إلى وزنه قصدا أوليا، فقَصْدُ المعنى دون الوزن ليس شعراً كقوله تعالى (لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ)، فالشارع لفظه تَبَعٌ لمعناه، والشاعر بالعكسَ، المعنى عنده تَبَعٌ للفظ، لأنه يقصد لفظا به