فيا رب حقق رجاء الذليل ... ليحظى بدارك عما قليل
فيمسى رجائي بموتي كفيل ... وكانت حياتي بلطف جميل
لسبق دعاء أبي في المقام"
- النص الثالث:
يطرز البسيلي ترجمة ابن عرفة بنص ثالث، أورده في "التقييد الكبير"، وإليك سياقه:
" ... وهذه الأسولة وأجوبتها وأمثالها مما ذكرنا في كتابنا هذا هو مما كان يقع بين الطلبة في مجلس شيخنا ابن عرفة رحمه الله، أو بينه وبينهم، وذلك مما يدل على علو مرتبته وعظم منقبته، ولذلك كان حذاق الطلبة يفضلونه على غيره من مجالس التدريس، وأنشدنا من نظمه في هذا المعنى:
إِذَا لَمْ يَكُنْ فِي مَجْلسِ العلِم نُكْتَةٌ ... بتَقْرير إيضَاح لمشْكِل صُورَةِ
وِعزوُ غريبِ النقْلِ أو حَلُّ مشْكلٍ ... أَو إشكالٍ أبدَتهُ نتيجة فكرَةِ
فدَعْ سَعيَهُ وانْظرْ لنفسِكَ واجْتَهِد ... وإياكَ تَرْكاً فهْوَ أقبَحُ خلَّةِ
ولتلميذه الفقيه أبي عبد الله محمد بن خلفة الأبي جوابا لها:
يميناً بمن أوْلاك أرفَعَ رتبةِ ... وَزَانَ بك الدنيا بأكمل زينةِ
لَمجلسُكَ الأعلى الكفيلُ بكُلِّها ... على حينِ ما عنْها المجالسُ وَلَّتِ
فأبقاك مَن رَقَّاكَ للخلق رحمةً ... وللدِّين سَيْفاً قاطعا كل بِدْعَةِ
وقد أساء الأدب بعض من ينتمي إلى العلم، ووصْفُ الجهل ألْيَقُ به، فذَمَّ هذا
المجلس بشعر سخيف لا يليق كتْبُهُ، ولم يشعر بقلْبِ النكتة عليه، حسبما قرّره
الجدَلِيُّون، وقال فيه شيخنا:
وما حال من يهجو أخاه بلفظة ... كذا داكر المروي عند الأئمة
وعلم أصول الفقه والبحث والنظر ... سوى حال من قد ساءه قلب نكتة