للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يلبسه، ومنه الكساء الذى عُرف زمن الاتراك العثمانيين باسم البطانية.

وأصل الحِرام في العربية الفصحى: ثوب الإحرام ثم حُذف المضاف بكثرة الاستعمال، وسُهِّلت الهمزة، وأعطيت حركتها لما بعدها، وهو الحاء فقالوا الحِرام (١).

الإحرام: نوع من الثياب القطنية أو الصوفية التى تغطى الرأس والظهر، وجمعها: أحاريم، وعند ابن بطوطة: الإحرام يعنى نوعًا من أغطية الرأس يشبه المئزر، كان يستعمله عرب الأندلس والمغرب؛ ويحدثنا ابن بطوطة أنه لما وصل إلى قسنطينة بالجزائر تلقاه حاكم المدينة، فنظر إلى ثيابه وقد لوثها المطر، فأمر بغسلها في داره، وكان الإحرام منها خلقًا، فبعث مكانه إحرامًا بعلبكيًا" (٢).

وقد كانت مدينة بعلبك مشهورة بصنع هذا النوع من الثياب المتخذة من القطن الأبيض الجيد، وفى ذلك يقول ابن بطوطة: "ويصنع ببعلبك الثياب المنسوبة إليها، من الإحرام وغيره" (٣). وقد جمع لفظ الإحرام عند ابن بطوطة على الأحاريم؛ وذلك في قوله عن أهل جزائر ذيبة المهل (المالديف حاليًا): "ويجعلون على ظهورهم ثياب الوِلْيان، وهى شبه الأحاريم" (٤).

والإحرام عند ابن جبير يعنى: طيلسان شرب أسود، وذلك في قوله عن خطيب المسجد الحرام بمكة المكرمة: "ويأتى للخطبة لابسًا السواد على رسم العباسية، وصفة لباسه بردة سوداء عليها طيلسان شرب "حرير" أسودت وهو الذى يسمى بالمغرب الإحرام" (٥).

ولقد كان الإحرام نوعًا من أغطية الرأس شبيه بالمئزر يستعمله عرب الأندلس وشمال أفريقيا (٦).


(١) قاموس رد العامى إلى الفصيح ١٢٢ - ١٢٣.
(٢) رحلة ابن بطوطة ص ٣٤.
(٣) السابق ص ١٠٢.
(٤) السابق ص ٥٨١.
(٥) رحلة ابن جبير، تحقيق د. حسين نصار، ص ٤٦
(٦) المعجم المفصل لدوزى ١١٣ - ١١٤.

<<  <   >  >>