للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أكمامه (١).

قال النابغة الذبيانى:

رِقاقُ النِّعالِ طيِّبٌ حُجَزاتهم ... يحيّون بالريحان يوم السباسب

يصونون أجسادًا قديمًا نعيمها ... بخالصة الأردان خُضْر المناكب (٢)

الخِلْعَة: بالكسر: ما يُخلع على الإنسان من الثياب؛ طرح عليه أو لم يُطرح، وكل ثوب تخلعه عنك خِلْعة؛ وإذا قيل خلع فلان على فلان كان معناه أعطاه ثوبًا، واستفيد معنى العطاء من هذه اللفظة (٣).

والخلعة: ما يخلعه الخليفة أو الأمير أو الملك على أحد الناس من الثياب الفاخرة، وفى الغالب يتألف هذا اللباس من جبة مطرزة وعمامة وطيلسان وسيف إضافة إلى البِدَر جمع بدرة والدنانير في العصر المملوكى (٤).

ولقد كانت عادة الخلع متبعة عند القدماء المصريين، وكذلك كانت عند الفرس، وأول من خلع الخلعة في الإسلام النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- عندما خلع بردته على كعب بن زهير، وقد سار الخلفاء من بعده على نهجه (٥).

وكانت الخلع في العصر العباسى غالبًا ما تشتمل على عمامة وشى مذهبة وغلالة ومبطنة ودراعة دبيقية (٦).

ولقد تنوعت الخلع أيام العباسيين، وكانت تختلف قيمتها بالنسبة لمن تخلع عليه كل حسب مركزه، ويقال إن الخليفة هارون الرشيد خلع لأول مرة على وزيره جعفر البرمكى في أول يوم تسلم فيه مهام الخلافة (٧).

والخلع أنواع: خلع الوزراء وتشتمل


(١) اللسان ٣/ ١٣٣٨: خلص.
(٢) البيان والتبيين ٣/ ١٠٧.
(٣) اللسان ٢/ ١٢٣٢: خلع، التاج ٥/ ٣٢٢ - ٣٢٣: خلع.
(٤) القاموس الإسلامى، أحمد عطية اللَّه ٣/ ٢٧٢.
(٥) انظر: الكامل لابن الأثير ٣/ ١٣٣ - ١٣٤، صبح الأعشى ٣/ ٣٧٤.
(٦) الصابئ: رسوم دار الخلافة، تحقيق ميخائيل عواد، بغداد، ١٩٦٤ م، ص ٩٣.
(٧) انظر: خطط المقريزى ٢/ ٩٩.

<<  <   >  >>