للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال: أهدى أُكَيْدرِ دومة إلى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- حُلَّة سِيَراء فأعطاها عمر رضى اللَّه عنه فقال له عمر: أتعطينها وقد قلت أمس في حُلَّة عُطارد ما قُلْتَ؟ فقال له رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: لم أعطكها لتلبسها وإنما أعطيتكها لتعطيها بعض نسائك يتخذنها طُرّات بينهن".

أراد يقطعنها سيورًا، أي يقطعنها ويتخذنها مقانع. والطُّرات جمع طُرَّة؛ والطُّرَّة من الشعر سميت طرة لأنها مقطوعة من جملته (١).

الطِّراز: بكسر الطاء كلمة فارسية معربة، وأصلها في الفارسية: تراز، ومعناها في الفارسية: النقش؛ وقد نقلت إلى العربية قديمًا، منذ العصر الجاهلى، والطِّراز: بالكسر: ما يُنسج من الثياب للسلطان والطراز: علم الثوب (٢).

والطراز النمط والشكل، والجيد من كل شيء، ويقال: ليس هذا من طرازك؛ والموضع الذي تُنسج فيه الثياب الجيِّدة. والجمع: طُرُز، وأطرزة.

والطرَّاز الرقَّام الذي يعمل الطِّراز، أو يطرِّز الثياب ونحوها بخيوط الحرير أو بأسلاك الذهب أو الفضة (٣).

والطراز: الثياب التي تُصنع للسلطان، ويُنقش بها اسم السلطان، وتطرز بالحرير أو بالذهب بلون مخالف للون القماش أو الطرز الأخرى، تنويهًا بقدر لابسها من السلطان أو من يشرفه السلطان بلبسها عند ولاية وظيفة أو إنعام أو غير ذلك، وكان السلطان يخصص دارًا لتصنيع الثياب السلطانية، تعرف بدار الطراز (٤).

ويحدثنا ابن خلدون أن من عادة ملوك الفرس أن تُرسم صورهم وأشكالهم وأشكال معينة تختص بهم في طراز أثوابهم، والقصد من ذلك هو التنويه بعظمة وسلطان لابسها (٥).


(١) اللسان ٤/ ٢٦٥٤: طرر.
(٢) المعرب ٢٢٣ - ٢٢٤، اللسان ٤/ ٢٦٥٥: طرز.
(٣) المعجم الوسيط ٢/ ٥٧٤، المجموع اللفيف ٢٣.
(٤) صبح الأعشى ٣/ ٤٧٢، ٥٢٧، ٤/ ٧.
(٥) مقدمة ابن خلدون ٢٣٧ ط دار الشعب.

<<  <   >  >>