للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الإنسان، أو الثوب غير الفضفاض، وعند العامة في بلاد الشام تطلق كلمة الكبُّوت -بالتاء- على كساء من صوف يُلبس فوق سائر الثياب، وقد جُمع عندهم على: كبابيت (١).

الكَتَّان: الكَتَّان بفتح الكاف وتشديد التاء كشدَّاد: كلمة فارسية مُعرَّبة؛ وأصلها في الفارسية: كَتَان بدون تضعيف، أى بتحريك الكاف والتاء. وفى العربية: الكَتَّان: نبات زراعى من الفصيلة الكتانية، حولى يُزرع في المناطق المعتدلة والدفيئة، يزيد ارتفاعه على نصف متر، زهرته زرقاء جميلة، وثمرته علبية مدورة بها بذور بنية لامعة تُعرف باسم بزر الكتان، يعتصر منها الزيت الحار، ويتخذ من أليافه النسيج المعروف.

وقد يُطلق الكتان ويراد به ثيابه، وثياب الكتان معتدلة في الحر والبرد واليبوسة ولا تلزق بالبدن. وسُمِّى كَتَّانًا لأنه يُخيَّس ويُلقى بعضه على بعض حتى يكتن، وحذف الأعشى منه الألف للضرورة وسمَّاه الكَتَن؛ فقال:

هوَ الواهبُ المُسْمِعَاتِ الشُّرُوبَ ... بين الحرير وبين الكَتَنْ (٢)

وقد كانت مصر من أشهر بلاد الدنيا في صناعة ثياب الكتان؛ وكانت الثياب الكتانية المصرية تصدَّر إلى بلاد أفريقيا. ولما جاس ابن بطوطة خلال الديار المصرية كان من بين أقواله: "ثم سرت إلى مدينة بُوش، وهذه المدينة أكثر بلاد مصر كتانًا، ومنها يجلب إلى سائر الديار المصرية وإلى أفريقية، ثم سافرت منها فوصلت إلى مدينة دلاص، وهذه المدينة كثيرة الكتان أيضًا كمثل التى ذكرناها قبلها، ويحمل منها إلى ديار مصر وأفريقية" (٣).

وعن كتان مصر يقول الجاحظ: قد علم الناس أن القطن بخراسان والكتان بمصر، ثم للناس من ذلك في تفاريق


(١) محيط المحيط للبستانى ٧٦٨.
(٢) اللسان ٥/ ٣٨٢٤: كتن، التاج ٩/ ٣١٨، المعجم الوسيط ٢/ ٨٠٧، المعجم الفارسى الكبير ٢/ ٢١٨٩.
(٣) رحلة ابن بطوطة ٦٥.

<<  <   >  >>