الكُرْزِيَّة: عند دوزى: الكُرْزِيَّة: كلمة بريرية شاع استعمالها لدى عرب الأندلس والمغرب؛ وأصلها في البربرية: تركرزيت Terkerzit، وهى تعنى في البربرية: العمامة، فإذا بترنا المقطع "تير" تبقى لدينا كلمة كيرزيت Kerzit، وهى مماثلة كل المماثلة لكلمة كرزية العربية، فإذا خلعنا على هذه الكلمة الصبغة العربية، حصلت لدينا كلمة كُرْزِيَّة؛ وجمعها كرازى.
وفى ولاية حيخا أقصى بلدان مراكش العربية، إنهم لا يضعون الطواقى ولا القبعات على الرأس، ولكنهم يشدون عصائب من الصوف يسمونها كرزية Cursias وهى واسعة وطويلة، يلفون بها الرأس خمس أو ست لفات؛ باعتبارها عمامة، وأجمل هذه العمائم مزركش بالحواشى القطنية، وهى مصبوغة بالحنة، ولها شرائط وقياطين مبرومة تتدلى على الجوانب بمثابة هدبات.
وأعتقد أن هذه الكلمة لم تكن معروفة الاستعمال إلا في أسبانيا والمغرب، ورغم أن ابن جبير استعملها أثناء حديثه عن أمير مكة؛ في قوله:"لابسًا ثوب بياض، متقلدًا سيفه، مختصرًا، متعممًا بكرزية صوف بيضاء رقيقة"(١). ولكن يستبعد أن تكون هذه الكلمة مستعملة في بلاد العرب وإلا لكان الرحالة العربى الأندلسى قد خلع على هذا اللباس الذى رآه في بلد آخر الاسم الذى كان يحمله في وطنه.
وإننا نجد هذا اللفظ قد ورد عند الشريشى في شرحه لمقامات الحريرى؛ وجمعها على: كرازى.
وقد كان أحد سفراء المغرب الذين وفدوا إلى أمستردام عام ١٦٥٩ م يرتدى لباس رأس مصنوع من قماش صوفى غليظ، ولكنه لم يكن مكورًا حول الرأس بشكل أنيق، كما تكور