للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

تحتها، وكذلك كان يفعل أمراؤهم وجندهم ومماليكهم. ولم يزل السلاطين والجند يلبسون الكلوتات الصفراء بغير عمامة إلى أواسط دولة المماليك البحرية.

فلما ولى السلطان المنصور قلاوون السلطنة غيَّر هذا الزى إذ أضاف لبس الشاش على الكلوتة. وفى عهد ابنه الأشرف خليل رسم لجميع الأمراء أن يركبوا بين مماليكهم بالكلوتات الزركش وتركلت الكلوتات الجوخ الصفر لمن دونهم، على أنها ظلت تلبس فوق ذوائب الشعر المرخاة على ما كان عليه الأمر أولًا.

فلما ملك السلطان الناصر محمد بن قلاوون استجد العمائم الناصرية وهى صغار، وحلق رأسه وحلق الأمراء رؤوسهم، وتركت ذوائب الشعر، ثم حلت الكلوتات اليلبغاوية المنسوبة إلى الأمير يلبغا الخاصكى العمرى محل العمائم الناصرية، وظل الأمر على ذلك حتى عهد السلطان الظاهر برقوق أول سلاطين دولة المماليك الجراكسة، فأحدث هذا السلطان الكلوتات الجركسية وهى أكبر من اليلبغاوية وهى التى يُلفُّ حولها منديل فيه انتفاخات، وقد كانت الكلوتة أخف من الشربوش العادى، ولكنها لا تقل عنه مكانة من الناحية الرسمية، وأضحت الكلوتة في العصر المملوكى رمزًا للأرستقراطية العسكرية، وأُطلق عليهم اسم: المكلوتون، وكان السلطان المملوكى يرتدى كلوتة صفراء، وكانت هذه الكلوته أيضًا خاصة بالأمراء وباقى العسكريين، يحيط بحافتها شريط أو بند يطلق عليه اسم: تضريب، وأبازيم يُطلق عليها اسم كلاليب، وكانت تُلبس دون العمامة (١).

الكَمْخَاء: الكمخاء بفتح فسكون: كلمة فارسية مُعرَّبة؛ وأصلها في الفارسية: كمخا؛ ومعناها في الفارسية: ثوب حريرى منقوش من لون واحد، وقد يكون من عدة ألوان (٢).


(١) خطط المقريزى ٢/ ٩٨، صبح الأعشى ٤/ ٦، ٣٩ , الملابس المملوكية ٥٢ وما بعدها.
(٢) المعجم الفارسى الكبير ٢/ ٢٢٧٥.

<<  <   >  >>