لدراسة الملابس أهمية كبيرة من الناحية المعجمية؛ فهي تلقى الضوء على الحياة الاجتماعية والاقتصادية للشعوب، وتُعدُّ من أهم المؤشرات على حضارات الأمم، كما تكشف عن ذوق الشعوب وفنها الجميل بما تضفيه على الملابس من نقوش وزخارف؛ لأن الملابس ظاهرة تقوم على عنصرى الإبداع والتقليد، كما ترتبط الملابس بالحياة النفسية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية للشعوب. كما تكشف دراسة الملابس عن مدى ما وصلت إليه الشعوب من رقى في مضمار الصناعة، التي تُعدُّ ركنًا هامًا من أركان الحضارة لأية أمة من الأمم.
وعلى الرغم مما للملابس من أهمية كبيرة. فإن الدراسات اللغوية البحثية لم تولها اهتمامًا كبيرًا، وظل المعجم الذي ألفه دوزى منذ أكثر من مائة عام مرجع الباحثين، وذلك على الرغم من مادته التي تخلو من كلمات كثيرة لها أهميتها وتاريخها. وله في هذا السياق فضل الريادة.
وتهدف هذه الدراسة إلى سد خَلَّة من خلال المعجم العربي؛ بإضافة عدد كبير من ألفاظ الملابس المُعرَّبة أو الدخيلة إلى هذا المعجم. وذلك من خلال تتبع قطاع لغوى بعينه؛ وهو قطاع الملابس منذ العصر الجاهلى إلى العصر الحديث، ومحاولة حصر ألفاظ الملابس حصرًا شاملًا، والكشف عن معنى كل لفظة، وبيان الألفاظ العربية والألفاظ المُعرَّبة، ورسم صورة واضحة للملابس وأصنافها وألوانها، وبيان أشكالها وهيئاتها، وتطورها على مدى العصور.
وأما عن حدود هذا العمل جغرافيًّا فإنه وقف على دراسة الملابس عند العرب قديمًا وحديثًا في شبه الجزيرة العربية، والعراق، والشام، ومصر، وبلاد المغرب العربي، والأندلس. ولم يقف هذا المعجم عند فترة تاريخية معينة؛ وإنما تناول ألفاظ الملابس منذ العصر الجاهلى إلى العصر الحديث من خلال المعاجم العربية والنصوص الموثَّقة، فقد وضع اللفظ القديم إلى جوار اللفظ الحديث، وألغى هذا المعجم الحدود التاريخية والحواجز الزمنية بين الألفاظ.