للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وتختلف العمامة باختلاف الطائفة التي تلبسها أو الدين؛ وقد كان العلماء يتميزون بعمائمهم الكبيرة؛ فيحدثنا ابن بطوطة عن أحد علماء الإسكندرية وقاضيها عماد الدين الكندى؛ أنه كان يعتم بعمامة خرقت المعتاد للعمائم؛ لم أر في مشارق الأرض ومغاربها عمامة أعظم منها (١).

وفي مصر وسوريا في العصر المملوكى أُصدرت الأوامر لليهود بأن يلبسوا عمائم صفراء، وللنصارى عمائم زرقاء، والسامرية عمائم حمراء، ثم صار المسلمون يلفون الشاش الأبيض على الطرابيش الحمر أو على القلانس البيض ويسمونها عمامة أو لفَّة (٢).

وكان سلطان مصر الملك الأشرف شعبان الذي حكم من سنة ٧٦٤ إلى سنة ٧٧٨ هـ أول من أمر بتمييز الأشراف بالعمامة الخضراء.

وأصبح للعمامة الاحترام والإجلال في مصر في العصر المملوكى، ولها في منزل الموسرين كرسى؛ يُسمَّى كرسى العمامة توضع عليه ليلًا، ولا يستعمل هذا الكرسى إلا لهذا الغرض (٣).

وقد كان الكُتَّاب القبط في مصر يلبسون العمائم البيضاء، ولكن ما لبث أن أجبرهم السلطان على لبس العمائم المدونة مثل العمائم الزرق؛ وفي ذلك يقول القلقشندى: بل يلبس النصرانى منهم العمامة الزرقاء وطولها عشر أذرع.

وفي عهد الحاكم بأمر اللَّه الفاطمى أصدر أمرًا بأن يلبس اليهود والنصارى العمائم السوداء (٤).

والعمامة بصفة عامة غطاء الرأس يتكون من طربوش من الصوف مصبوغ باللون الأحمر، ويوضع تحته طاقية رقيقة تُسمَّى القلنسوة لكي تحمى الطربوش من العرق؛ وتلف فوق


(١) رحلة ابن بطوطة ٢٣٨.
(٢) صبح الأعشى ٥/ ٩٣، معجم الألفاظ التاريخية ١١٤.
(٣) المصريون المحدثون، لين ١/ ٥٧ ط ١٩٩٨.
(٤) صبح الأعشى ١٣/ ٣٥٩ - ٣٨٣.

<<  <   >  >>