للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ولذلك سنحاول داعين الله - مبتهلين إليه أن يلهمنا التوفيق - دراسة المسيحية، مجردين من أنفسنا ناظراً غير متحيز عليها، لتصورها كما هي، وكما يعتقد أهلها، ولنتمكن من أن نكتبها بروح الإنصاف، ولقد نضطر في سبيل ذلك الإنصاف أن ننقل عبارات كتبهم المقدسة عندهم وغير المقدسة من غير أن نتصرف بأي تصرف، حتى ما يتعلق بالإعراب وأساليب البيان، لكيلا يدفعنا التصرف في التعبير إلى تغيير الفكرة، أو تحريف القول. عن مواضعه. وسنجتهد ما استطعنا في تصوير تفكيرهم الأمثال، إن لم نجد بدا من ذلك.

ولكن من عنايتنا الشديدة بتفهم ما عند القوم، وتعرف غاياته ومراميه لا نترك النقد العلمي النزيه، الذي يستمد قوانينه من بدائه العقول وأحكام المنطق، وخصوصاً ما يتعلق بكتبهم، لأنه إذا كان الإنصاف قد طالبنا بألا نتزيد على ما عندهم، أو نحرفه عن مراده ومرماه، فالإنصاف أيضاً يطالبنا بألا نهمل العقل، وألا خرج بحثنا عن معناه العلمي التاريخي، وصار بحثاً لاهوتيا صرفاً، وذلك ما لا نريد، فلا يصح أن يدفعنا حرصنا على أنصافهم إلى ظلم الحلم والحق والعقل.

<<  <   >  >>