معجزته التي تثبت الهامة حتى نصدق كل ما جاء في كتابيه، ويؤمن مؤمن (يحترم الإيمان) بكل ما اشتملا عليه؟ لم يرد عندهم أي شيء يدل على إلهام لوقا، وإنه كان من العشرين والمائة الذين ألقى فيهم بطرس خطبته، وامتلئوا بروح القدس في زعمه، ولم يكن من السبعين الذين أرسلهم المسيح (كما ذكر في إنجيله) واخضعوا الأرواح وأخبرهم أن أسماءهم كتبت في السماء.
ولسنا في ذلك إلا مطالبين بأن يثبتوا إلهام لوقا، لنصدق بأخباره عن الرسل وأعمالهم وعن إلهامهم، وامتلائهم بالروح القدس، وأعجازهم. لا يوجد أمانا أي دليل يثبتون به إلهام لوقا فيما كتب، حتى كنا نصدقه في كلامه عن الرسل الذين تجلى عليهم الروح القدس، وامتلئوا به، وإن كنا لا نعرف أشخاصهم، ولا شيئاً عن أسمائهم وأعمالهم.
بل لقد وجدنا من كتاب القوم الباحثين من يصرح بأن لوقا لم يكن من الملهمين، وأن إنجيله لم يكن إلهامياً، وبالأولى رسالته لم تكن بإلهام، فقد قال من المحدثين، واطسن في المجلد الرابع من كتابه الإلهام ما ترجمته:"أن عدم كون تحرير لوقا إلهامياً يظهر مما كتب في ديباجه إنجيله ونصها: إذا كان كثيرون قد أخذوا بتأليف قصة في الأمور المستيقنة عندنا كما سلمها إلينا الذين كانوا منذ البدء معاينين، وخداماً للكلمة، رأيت أنا أيضاً إذ قد تتبعت كل شيء من الأول بتدقيق أن أكتب على التوالي إليك أيها العزيز ثاوفيلس، لتعرف صحة الكلام الذي علمت به".
وبمثل هذا القول من أن ما كتب لوقا ليس بإلهامي قال العلماء الأقدمون من المسيحيين، فيقول ارينوس:"أن الأشياء تعلمها من بلغها إلينا".
لوقا صاحب سفر الأعمال لم يكن ملهماً:
٥٦- لم يكن إذن لوقا ملهماً، أنه لا يوجد دليل يثبت إلهامه، ولأن مقدمة إنجيله كمقدمة رسالته تدل على إنه لم يكن ملهماً، ولأن الثقات من العلماء الأقدمين والمحدثين يقررون إنه لم يكن ملهماً فيما كتب، بل كتب ما تعلم، ولقن، لا ما أوحى إليه به وإلهم.
وإذا كانت رسالة الأعمال هي المصدر المثبت لإلهام الرسل وامتلائهم