٨٥- تقرر في مجمع نيقية أن المسيح إله، وإنه ابن الأب وإنه جوهر قديم من جوهر الأب، ولم يتعرض للروح القدس أهو إله أم روح مخلوق، وليس باله. ولم يكن مجمع نيقية قد أصدر قراراً في هذا الأمر، لذلك ظهرت أفكار بين المسيحيين لا تعترف له بألوهيته، ويظهر أن الإسكندرية التي كانت مهداًَ للأفلاطونية الحديثة التي تقول بالتثليث وأن المسيطر على العالم ثلاث قوى مؤثرة فيه، قوة المكون الأول، والعقل (الابن) والنفي العامة (الروح القدس) - تريد أن تفرض ذلك فرضاً على المسيحيين، كما كانت العامل القوي في إعلان ألوهية المسيح.
عدد المجمع والطعن في كونه عاماً:
أخذ يجاهر رجل اسمه مقدونيوس بأن الروح القدس ليس بإله، ولكنه مخلوق مصنوع، وشاعت مقالته بين الناس، ولم يجدوا فيها نكراً ولا أمراً لا يقره العقل أو تأباه المسيحية. فأجتمع إلى ذلك ذوو الأمر من وزرائه وقواده، وبلغوه أن العامة قد فسدوا، فهم مازالوا متأثرين بوحدانية أريوس، واعتنقوا مذهب مقدونيوس في أن الروح القدس ليس بإله قديم، بل هو مخلوق مصنوع، وحرضوه على أن يجمع جمعاً من الأساقفة يثبتون عقيدة المجمع النيقوى ويدحضون قول مقدنيوس. فاجتمع في القسطنطينية خمسون ومائة أسقف وكان المقدم فيها بطريرك الإسكندرية، ويظهر أن ذلك العدد لم يكن ممثلاً لكل الكنائس. ولكل الأقاليم، ولذلك كان اعتباره مجمعاً عاماً من الأمور التي ثارت حولها الأقوال.
فيقول في ذلك صاحب كتاب سوسنة سليمان:"قال الرهبان البندكيتيون أن المجمع الذي لم يكن أربابه إلا مائة وخمسين أسقفاً لا ينظم في سلك المجامع المسكونية إلا بعد أن تقره جميع الكنائس".