ونرى من هذا أن صاحب هذا الكتاب ينتقد الكنيسة الغربية بكثرة ولعل السبب في ذلك النقد ليس مجرد الحق، بل كونه ليس من مذهبا وإلا كان كل ما تقوله مقدساً لا بدعة فيه.
١٠٨- وقد بينا البلاد التي تتبع الكنيسة الغربية، وكانت فيما مضى كل أوربا تقريباً، وبعض طوائف آسيا.
[بطارقة الكنيسة الشرقية:]
أما البلاد التي تتبع الكنيسة الشرقية، فأكثرهما في الشرق كما أسلفنا من القول، ولها بطاركة.
وأولهم بطريرك القسطنطينية، وهو كبيرهم ويضيئون إلى لقبه وصف إنه البطريق المسكوني، ويقول صاحب سوسنة سليمان:"إنه ليس إلا لقباً تشريفياً فقط، فليس له تسلط على غيره من البطارقة أو الأساقفة المستقلة بوجه قانوني أصلاً".
ويليه في الرتبة والمكانة الدينية بطريرك الإسكندرية للأورام الأرثوذكس ثم بطريرك أنطاكية، ثم بطريرك أورشليم، ثم المجمع الروسي، ثم عدة مجامع لأسقفيات مستقلة أخرى كأسقفية أثينا، وأسقفية قبرص وغيرهما.
وقد ظهرت في روسيا التي كانت تسودها هذه الكنيسة شيع وفرق كثيرة بلغ عددها نحو مائتي نحلة، وتعداد أصحاب هذه الفرق الجديدة مجتمعة لا يزيد عن خمسة عشر مليوناً.
فمنهم فرقة لا ترى تعميد الأطفال، ومنهم شيعة تحسن للنصراني أن يقتل نفسه في حب المسيح، ومنهم شيعة يحرقون أنفسهم لتعمدهم النار، فيتطهروا بها، ومنهم شيعة تلتزم الختان باعتباره كان المسيحية الأولى، وفي التوراة التي تعتبر النصرانية مجددة لها، وهكذا تختلف النحل وتتباين، وكل واحدة تعتقد أن رأيها هو محض الحق المبين.