إننا نبحث في مراجعهم فلا نجد مرجعاً صحيحاً قرر أن هؤلاء أدعوا مثل هذه الرسالة، ودعوا الناس إلى الإيمان بها، ومعهم البرهان عليها، والدليل القائم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.
نعد قد نجد في رسالة أعمال الرسل ذكراً لأخبار تلاميذ المسيح، وإن روح القدس تجلى عليهم، وإنهم كانوا يأتون بأمور خارقة للعادة، وسماهم كاتب تلك الرسالة رسلاً، ففيها يذكر أن عدد الأصحاب بعد المسيح أحد عشر، وهو: بطرس، ويعقوب، ويوحنا، وأندراوس، وفيلبس، وتوما، وبرثولماس، ومتى، ويعقوب بن حلفى، وسمعان الغيور، ويهوذا أخو يعقوب، وأن بطرس وقف وألقى في وسط التلاميذ - الذين بلغوا نحو عشرين ومائة - خطبة وأنهم امتلئوا جميعاً بروح القدس، وتكلموا بألسنة غير ألسنتهم.
ثم يذكر أن بطرس شفى لأعرج من عرجه، ومات من كذب عليه، بعد أن كشف كذبه واختلاسه، هو وامرأته.
ذكر سفر الأعمال هذه وذكر عجائب أتى بها بولس في زعمه في آخر ذلك السفر أيضاًَ.
وكذلك نجد في إنجيل لوقا إنه يذكر أن المسيح أرسل سبعين رجلاً ليبشروا باسمه، وإنهم عادوا يقولون له:"حتى الشياطين تخضع لنا باسمك، فقال لهم: رأيت الشيطان ساقطاً مثل البرق من السماء، وهاأنذا أعطيكم سلطاناً لتدوسوا الحيات والعقارب، وكل قوة العدو، فلا يضركم شيء، ولكن لا تفرحوا بهذا لأن الأرواح تخضع لكم، بل افرحوا بالحري أن أسماءكم كتبت في السموات".
مناقشة ادِّعاء الإلهام في سفر الأعمال:
٥٤- ونريد أن نناقش سفر أعمال الرسل وإنجيل لوقا في هذا المقام لنعرف منه من هم هؤلاء الرسل، لم يذكر سفر الأعمال أسماء العشرين والمائة الذي ملئوا من روح القدس، نعم إنه ذكر أسماء الحواريين الأحد عشر، وليس منهم من ينسب إليه كتب أو رسائل، سوى متى وبطرس، ويوحنا ويعقوب ويهوذا.