"المجمع القسطنطيني المنعقد سنة ٣٨١ بأمر ثيودوس الملك ضد الأبولنياريين، وهم المقدونيون المنكرون للاهوت الروح القدس".
ويعتقد الكنسيون أن إنكار أُلوهية الروح القدس وليد من مذهب الموحدين، فيقول صاحب تاريخ الكنيسة، وقد انبعث من جوف هذه الأرطقة (رأي أريوس) أرطقة أخرى لم تكن أقل مناقضة للثالوث الأقدس فكانت تنكر أُلوهية الروح القدس، وكان منشئها مقدونيوس، وهو نصف أريوسي قد أختلس كرسي القسطنطينية واحتجب مدة سنين عديدة تحت رداء المذهب الأريوسي، ولم تكن له شهرة خصوصية في بهوة الاسجاسي التي أحدثها الأريوسيون". وهذا زعم له نصيب من الواقع، لأن الذين ينكرون أُلوهية المسيح، ويعتقدون التوحيد الصحيح لا يقرون بألوهية الروح القدس.
ولكن يجب أن يلاحظ إنه في الوقت الذي أنكر فيه مقدونيوس لم تكن عقيدة التثليث قد أعلنت في مجمع عام، وقد يكون موضع حديث البطاركة وتعاليم بعضهم كون الروح القدس إلهاً، فتصدى مقدونيوس لإنكار ذلك، وتلقى الناس كلامه بالقبول، ولذا لم ينعقد المجمع للرد عليه إلا بعد أن مات بعدة سنين.
[النسطوريون:]
١٠٣- هذه النحلة تنسب إلى نسطور، وقد كان بطريرك القسطنطينية ومكث في هذا المنصب أربع سنين وشهرين، وقد رأى أن مريم العذراء لخم تلد إلهاً، بل ولدت فقط الإنسان، وهو بذلك يرى أن الاقنوم الثاني، وهو الابن لم يتجسد وتلده مريم كما يرى غيره من المثلثين، بل كان يرى أن مريم ولدت الإنسان فقط، ثم اتحد ذلك الإنسان بعد ولادته بالاقنوم الثاني، وليس ذلك الإتحاد بالمزج وجعلهما شيئاً واحداً، أو ذلك الإتحاد لي إتحاداً حقيقياً، بل إتحاد مجازياً. لأن الإله منحه المحبة، ووهبه النعمة، فصار بمنزلة الابن، وهذا التخريج لا شك يؤدي إلى أن المسيح الذي خاطبهم وكلمهم، وحوكم وعوقب في زعمهم، لم يكن فيه عنصر إلهي قط، فلم يكن إلهاً ولا ابن الإله.
وقد نقلنا فيما مضى عند الكلام على المجمع الثالث أن صاحبة كتاب