وأما الكنيسة اليونانية، ويقال لها أيضاً كنيسة الروم الأرثوذكسية أو الكنيسة الشرقية، فأكثر مشايعيها في الشرق وسلطانها فيه، وهي تشترك مع الكنيسة الكاثوليكية في كثير من التقاليد المسيحية، ولكنها تخالفها في انبثاق الروح القدس. فتقول إنه من الأب فقط، كما بينا، ولا تعترف إلا بالمجامع السابقة على المجمع الذي أوجد الانفصال، كما لا تعترف لبابا رومة بالسيادة أو الرياسة.
ولكن لمرور الزمن، وما أحيط به من تقديس بين مشايعيه، وعند الملوك، ولكثره معتنقي مذهبه، تتساهل الكنيسة الشرقية فتعترف له بالتقدم لا بالسلطان، ويليه في الرتبة بطريرك القسطنطينية، والمشايعون لها في بلاد روسيا واليونان والصرب، وكثير من جزر البحر الأبيض وغير هؤلاء.
[المجامع اللاحقة كلها غير مسكونية إلا في نظر الكنيسة الغربية:]
٩٦- قد انفصلت الكنيسة الشرقية عن الغربية كما عملت، والمجامع الآتيه كلها مجامع غير عامة في نظر الكنيسة الشرقية، لأن الأساقفة الذين كانوا يجيبون الدعوة فيها من أتباع الكنيسة الغربية فقط، ولذلك لا تعتبر تلك المجامع عامة إلا في نظر الغربية.
فالمجمع التاسع انعقد في رومة سنة ١١٢٣، وأعظم قراراته شأناً الحكم بأن تعيين الأساقفة، ليس من شأن الحكم، بل من عمل البابا وحده.
محاولة تقريب بين الكنيستين:
والمجمع العاشر انعقد في رومة أيضاًَ سنة ١١٣٩، وكان أعضاؤه ١٠٠٠ عضو، وقد حاول هذا المجمع إزالة الفرقة بين الكنيستين، فلم ينجح.
والمجمع الحادي عشر الذي انعقد في رومة سنة ١١٧٩ كان لوضع نظام التأديب الكنسي، وفيه تقرر انتخاب البابوات بثلثي عدد الكرادلة.
وكان في هذا العصر قد شاع القول باستحالة الخبز والخمر في العشاء الرباني إلى جسد المسيح ودمه، ولكن لم يقرر ذلك المبدأ.