مرقس يقول كتب للرومان، وإنجيل يوحنا كتب للكنيسة العامة".
وإنا نجد إنجيل لوقا يبتدئ بهذه الجملة: "إذا كان كثيرون قد أخذوا بتأليف قصة في الأمور المتيقنة عندنا. كما سامها إلينا الذين كانوا منذ البدء معاينين، رأيت أيضاً، إذ قد تتبعت كل شيء من الأول بتدقيق أن أكتب على التوالي إليك أيها العزيز ثاوفيلس، لتعرف صحة الكلام الذي علمت به". وثاوفيلس هذا يقول عنه ابن البطريق إنه من عظماء الروم، فيقول في ذلك: "وكتب لوقا إنجيله إلى رجل شريف من علماء الروم يقال له تاوفيلا. وكتب إليه أيضاً الأبركسيس الذي هو أخبار التلاميذ: وهي الرسالة المسماة أعمال السل، وهناك من يقول أن ثاوفيلس هذا كان مصرياً، لا يونانياً، فهو قد كتب للمصريين لا لليونانيين.
ويقول الدكتور بوست في تاريخه:" قد كتب هذا الإنجيل قبل خراب أورشليم وقبل الأعمال، ويرجح إنه كتب في قيصرية في فلسطين مدة أمر بولس سنة ٥٨ - ٦٠ من الميلاد غير أن البعض يظنون إنه كتب قبل ذلك". ومن هذا يفهم أن بوست يرجح إنه ألفه وبولس حي في الأسر، ولكن يحقق العلامة لارون إنه حرر إنجيله بعد أن حرر مرقس إنجيله، وذلك بعد موت بطرس، وبولس. والواقع أن باب الخلاف في تاريخ تدوين هذه الإنجيل أوسع من ذلك، فقد قال هورن: ألف الإنجيل الثالث سنة ٥٣ أو سنة ٦٣ أو سنة ٦٤.
ولا نترك هذا الإنجيل من غير أن نقول أن الباحثين قد اختلفوا في شخصية كاتبه وفي صناعته، وفي القوم الذين كتب لهم، وفي تاريخ تأليفه، ولم يتفقوا إلا على إنه ليس نمت تلاميذ المسيح ولا تلاميذ تلاميذه. وإلا على إنه كتب باليونانية.
[إنجيل يوحنا:]
٣٣- لهذا الإنجيل خطر وشأن أكثر من غيره في نظر الباحث، لأنه الإنجيل الذي تضمنت فقراته ذكراً صريحاً لألوهية المسيح، فهذه الألوهية يعتبر هو نص إثباتها وركن الاستدلال فيها. ولذلك كان لابد من العناية به، إذا كان التثليث هو شعار المسيحية، وهو موضع مخالفتها لديانات التوحيد، وأساس التباين بين هذه الديانة وتلك الديانات.