للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[نهاية المسيح في الدنيا:]

١٥- وهنا نجد القرآن الكريم يقرر أن الله لم يمكنهم من رقبته، بل نجاه الله من أيديهم: {وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ} ، وبعض الآثار تقول أن الله ألقى شبهه على يهوذا، ويهوذا هنا هو يهوذا الاسخريوطي الذي تقول الأناجيل عنه إنه هو الذي دس عليه، ليرشد القابضين إليه، إذ كانوا لا يعرفونه، وقد كان أحد تلاميذه المختارين في زعمهم.

ولقد وافق هذا إنجيل برنابا موافقة تامة، ففيه: "ولما دنت الجنود مع يهوذا من المحل الذي كان فيه يسوع - سمع يسوع دنو جم غفير، فلذلك انسحب إلى البيت خائفاً، وكان الأحد عشر نياما، فلما رأى الله الخطر على عبده أمر جبريل وميخائيل ورفائيل وأذريل سفراءه أن يأخذوا يسوع من العالم فجاء الملائكة الأطهار، وأخذوا يسوع من النافذة المشرفة على الجنوب، فحملوه ووضعوه في السماء الثالثة في صحبة الملائكة التي تسبح الله إلى الأبد ... ودخل يهوذا بعنف إلى الغرفة التي أصعد منها يسوع، وكان التلاميذ نياما، فأتى الله العجيب بأمر عجيب، فتغير يهوذا في النطق وفي الوجه، فصار شبيهاً بيسوع حتى أننا اعتقدنا أنه يسوع، أما هو فبعد أن استيقظ أخذ يفتش لينظر أين المعلم، لذلك تعجبنا، وأجبنا أنت يا سيدي معلمنا، انسيتنا الآن ... إلخ".

والأناجيل المعتبرة عند المسيحيين لم تختلف في شيء كاختلافهم في قصة الصلب، فلكل رواية بشأنها.

[المسيح بعد نجاته:]

١٦- لم يصلب المسيح بنص القرآن، ولكن شبه على القوم، لقوله تعالى: {وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ} وقوله تعالى: {وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا (١٥٧) بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ} وإذا كان المسيح عليه السلام لم يصلب، فما هي حاله بعد ذلك؟ اختلف في هذا الشأن مفسرو القرآن، عجلهم على أن الله سبحانه وتعالى رفعه بجسمه وروحه إليه، وأخذوا

<<  <   >  >>